أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، اليوم الأحد 17 أيار، رفع الحظر المطبق على منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، بعد أكثر من شهر على عزلها بشكل كامل.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن القرار صدر خلال المجلس الاستشاري متعدد القطاعات والاختصاصات المنعقد في الوزارة، بعد إنهاء المسح الصحي والمخبري والفحوصات الطبية للسكان المخالطين والحالات المؤكدة والجوار، مؤكدةً أنها لم تسجل أي إصابة جديدة بالفيروس منذ ٢ أيار الجاري
قرار رفع الحظر عن منطقة السيدة زينب، جاء بعد أيام على إصدار قرار يقضي بالسماح للسيارات التجارية الخاصة، بالخروج والدخول من وإلى السيدة زينب، لنقل المواد الغذائية، ضمن شروط معينة أبرزها التقيد بتعقيم السيارات الخارجة من المنطقة، وإخضاع السائقين الداخلين إليها للفحص الطبي.
وقضى القرار السابق بالسماح لأصحاب المحال التجارية بالعودة إلى العمل بشكل طبيعي، كما كان الأمر عليه قبل فرض قرارات العزل، إضافة للسماح لهم بإدخال المواد الأساسية والغذائيات إلى محالهم من العاصمة دمشق، فضلاً عن السماح للموظفين بالخروج والدخول إلى المنطقة ستلام رواتبهم السابقة عن الشهرين الماضيين من مؤسسة البريد التي أودعت بها مؤخراً.
حكومة النظام سمحت مطلع الشهر الجاري، لقاطني المنطقة بالدخول والخروج إليها، في حين عمدت السلطات الأمنية إلى وضع “ختم أزرق” على يد الخارجين من منطقة العزل الصحي المفروض على السيدة زينب، نحو المناطق المجاورة، كنوع من التمييز، بأن حامل الختم خرج بطريقة شرعية، عبر المعابر الرسمية، وليس من طرقات فرعية، ليتمكن من العودة لاحقاً إلى المنطقة بشكل نظامي دون أي مشاكل مع الحواجز المحيطة.
الفريق الحكومي المعني باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا في سوريا، أصدر في الثاني من نيسان الفائت، قراراً قضى بعزل منطقة السيدة زينب بشكل كامل، إلا أن الميليشيات الإيرانية أفشلته، ولم تلتزم به، حيث قالت صحيفة “الشرق الأوسط” حينها، نقلاً عن “مصادر أهلية”: “لم يتغير شيء. معظم المسلحين وكثير من الغرباء يدخلون ويخرجون يومياً وعلى مدار اليوم”، واصفةً القرار الصادر عن الحكومة، والذي جاء بعد عزل بلدة عين منين، بالـ “شكلي، لأنه لا يوجد تطبيق له على الأرض”.
محافظتا ريف دمشق والقنيطرة، أعادتا إغلاق منطقة السيدة زينب منتصف نيسان الفائت، ورفعت سواتر ترابية على جميع مداخل المنطقة، كما استعانت المحافظة بحاويات القمامة “المليئة”، لإغلاقها بشكل كامل، ولتمنع المواطنين من الدخول والخروج نهائياً، بما فيهم الموظفين والعسكريين، “لأسباب مجهولة”، بعد إفشال قرار الحظر من قبل الميليشيات الإيرانية المتمركزة في المنطقة.
الميليشيات الإيرانية تابعت أعمالها في خرق قرارات العزل وإفشالها، وتطورت لتتجاوز كونها مقتصرة على الخروج من السيدة زينب والتنقل في المناطق المجاورة، وشملت تنقلاتها إلى العاصمة دمشق، وإدخال أشخاص إلى السيدة زينب وإخراجهم بشكل مستمر، وسط مطالبات بإنهاء حالة عزل المنطقة بشكل نهائي، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، إن منطقة السيدة زينب تشهد مشادات كلامية بشكل دوري بين عناصر يتبعون لوزارة الداخلية وآخرين للميليشيات الإيرانية، بسبب العزل المفروض على المنطقة، وأن النزاع تحول في الأيام القليلة الماضية لاشتباك بالأيدي بين الطرفين، وانتهى بطرد الميليشيات الشيعية لعناصر الداخلية السورية المكلفين بتطبيق قرارات العزل من المنطقة، مبررة خرقها قرارات العزل، بعدم توفر المواد الغذائية وتوقف أعمال السكان في المنطقة، مؤكدة أن هدفها الحقيقي هو عودة توافد الزوار الشيعة إلى المنطقة بشكل مكثّف، كما كان قبل عزل المنطقة.