بحث
بحث
مقام السيدة زينب في ريف دمشق - صوت العاصمة

مطالبة برفع العزل الكامل.. الميليشيات الإيرانية تطرد عناصر الداخلية من السيدة زينب

بدأت الصراعات بين الميليشيات الإيرانية والشيعية التي تُسيطر على منطقة السيدة زينب جنوب دمشق من جهة، وعناصر الأمن والداخلية التابعين للنظام السوري من جهة أخرى، إثر القرارات الجديدة التي أصدرتها حكومة النظام لعزل المنطقة، بعد إفشال الميليشيات الشيعية لقرار العزل “عمداً” في المرة الأولى.

صحيفة الشرق الأوسط، قالت في تقرير نشرته اليوم، السبت 9 أيار، نقلاً عن مصادر “محلية” إن مشادات كلامية تدور بين عناصر أمن النظام، والميليشيات الإيرانية في المنطقة بشكل يومي.

وأضافت المصادر أن النزاع تحول في الأيام القليلة الماضية لاشتباك بالأيدي بين الطرفين، وانتهى بطرد الميليشيات الشيعية لعناصر الداخلية السورية المكلفين بتطبيق قرارات العزل من المنطقة.

مخالفات الميليشيات الشيعية في خرق قرارات العزل وإفشالها لم تعد مقتصرة على الخروج من السيدة زينب والتنقل في المناطق المجاورة، بل شملت تنقلاتها إلى العاصمة دمشق، وإدخال أشخاص إلى السيدة زينب وإخراجهم بشكل مستمر، وسط مطالبات بإنهاء حالة عزل المنطقة بشكل نهائي، وفقاً للمصادر.

وبحسب المصادر فإن الميليشيات الإيرانية برَّرت خرقها قرارات العزل، بعدم توفر المواد الغذائية وتوقف أعمال السكان في المنطقة، مؤكدة أن هدفها الحقيقي هو عودة توافد الزوار الشيعة إلى المنطقة بشكل مكثّف، كما كان قبل عزل المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن عدد المصابين بفيروس كورونا المعلن عنه رسمياً في السيدة زينب، 15 حالة، مؤكدةً أن المنطقة تحوي العشرات من المصابين الذين تُطبق عليهم عملية العزل في منازلهم، في حين أولى الحالات التي تماثلت للشفاء في سوريا، كانت لأحد قاطني السيدة زينب من السوريين، كان قد حمل الفيروس قبل عودته من مدينة قم الإيرانية.

أهالي المنطقة اعتبروا القرارات الحكومية بعزل السيدة زينب ساهمت بشكل كبير بمنع تفشي الفيروس، كون المنطقة تضم عدداً كبيراً من عناصر الميليشيات الإيرانية والشيعية الذين يتنقلون بين سوريا وإيران ولبنان، إضافة لتواجد العديد من الطلاب اللبنانيين والعراقيين والباكستانيين والأفغان في الحوزات العلمية الإيرانية في السيدة زينب، والمقيمين في العاصمة دمشق.

وأغلقت محافظتي ريف دمشق والقنيطرة، الأحد ١٩ نيسان، ورفعت سواتر ترابية على جميع مداخل المنطقة، كما استعانت المحافظة بحاويات القمامة “المليئة”، لإغلاق المنطقة بشكل كامل، ولتمنع المواطنين من الدخول والخروج نهائياً، بما فيهم الموظفين والعسكريين، “لأسباب مجهولة”.

سبق ذلك قرار صدر عن “الفريق الحكومي” في ٢ نيسان الجاري، قضىبعزل منطقة السيدة زينب بشكل كامل، إلا أن الميليشيات الإيرانيةأفشلته، ولم تلتزم به، حيث قالت صحيفة “الشرق الأوسط” حينها، نقلاً عن “مصادر أهلية”: “لم يتغير شيء. معظم المسلحين وكثير من الغرباء يدخلون ويخرجون يومياً وعلى مدار اليوم”، واصفةً القرار الصادر عن الحكومة، والذي جاء بعد عزل بلدة عين منين، بـالـ “شكلي، لأنه لا يوجد تطبيق له على الأرض”.

سلطات النظام، عزلت في الخامس من نيسان الفائت، بلدتي البويضة وحجيرة القريبتين نسبياً من منطقة السيدة زينب أيضاً، دون إعلان رسمي، حيث أغلقت بالمتاريس الترابية بلدة البويضة، وطريق حجيرة من جهة السبينة، فضلاً عن إغلاق الطريق باتجاه يلد، والطريق الزراعي لحجيرة من حجيرة من جهة مخيم اليرموك، ومنعت سكّان تلك المناطق، حتى الموظفين الحكوميين وموظفي البلديات والعسكريين من الخروج بشكل نهائي، نتيجة لتفشي فيروس كورونا في منطقة السيدة زينب، ومنعاً لتسرب مصابين إلى البويضة وحجيرة والسبينة، التي لم تُسجل فيها أي حالات حتى الآن، بحسب مصادر صوت العاصمة.

وسبق وأن نقلت الميليشيات الشيعية قرابة ٩٠ شخصاً، من عناصر وقادة تابعين للحرس الثوري الإيراني، إلى فندق “الجميل بلازا”، الذي حولته مؤخراً إلى مركز للحجر الصحي في منطقة السيدة زينب، خصصته لعناصرها، وقاطني الحي الشيعة من ذوي أولئك العناصر.