بعد أكثر من شهر على عزل منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق بشكل كامل، أدخلت حكومة النظام، أمس الأحد 10 أيار، عد شاحنات تحمل مواد غذائية إلى المنطقة، ليتم توزيعها على الأهالي بحسب جداول معدة مسبقاً.
مصادر صوت العاصمة قالت إن حكومة النظام أدخلت ست سيارات شحن محملة بالمواد الغذائية والخضار، ومادتي الرز والسكر، مشيرةً إلى أنها وصلت المنطقة قادمة من طرطوس.
توزيع المواد الغذائية التي تم إدخالها إلى المنطقة، سيتم عبر البطاقات العائلية، دون التطرق للبطاقات الذكية، لضمان استفادة جميع القاطنين منها، ولا سيما بعد الارتفاع الكبير بأسعار المواد الغذائية، والمواد المهربة إلى المنطقة أثناء عزلها عبر الطرق الزراعية المحيطة بها، بحسب المصادر.
وأضافت المصادر أن حكومة النظام أصدرت قراراً، يقضي بالسماح للسيارات التجارية الخاصة، بالخروج والدخول من وإلى السيدة زينب، لنقل المواد الغذائية، ضمن شروط معينة أبرزها التقيد بتعقيم السيارات الخارجة من المنطقة، وإخضاع السائقين الداخلين إليها للفحص الطبي، مؤكدةً أن القرار بدأ تطبيقه منذ أمس.
وأشارت المصادر إلى أن القرار يسمح لأصحاب المحال التجارية بالعودة إلى العمل بشكل طبيعي، كما كان الأمر عليه قبل فرض قرارات العزل، إضافة للسماح لهم بإدخال المواد الأساسية والغذائيات إلى محالهم من العاصمة دمشق.
ويشمل القرار أيضاً، السماح للموظفين بالخروج والدخول إلى المنطقة خلال الأسبوع الجاري، لاستلام رواتبهم السابقة عن الشهرين الماضيين من مؤسسة البريد التي أودعت بها مؤخراً.
قرار السماح بإدخال المواد الغذائية إلى السيدة زينب، جاء بعد أيام على السماح لقاطني المنطقة بالدخول والخروج إليها، في حين عمدت السلطات الأمنية إلى وضع “ختم أزرق” على يد الخارجين من منطقة العزل الصحي المفروض على السيدة زينب، نحو المناطق المجاورة، كنوع من التمييز، بأن حامل الختم خرج بطريقة شرعية، عبر المعابر الرسمية، وليس من طرقات فرعية، ليتمكن من العودة لاحقاً إلى المنطقة بشكل نظامي دون أي مشاكل مع الحواجز المحيطة.
محافظتا ريف دمشق والقنيطرة، أغلقت منتصف نيسان الفائت منطقة السيدة زينب، ورفعت سواتر ترابية على جميع مداخل المنطقة، كما استعانت المحافظة بحاويات القمامة “المليئة”، لإغلاقها بشكل كامل، ولتمنع المواطنين من الدخول والخروج نهائياً، بما فيهم الموظفين والعسكريين، “لأسباب مجهولة”.
وسبق ذلك قرار صدر عن “الفريق الحكومي” في ٢ نيسان الجاري، قضى بعزل منطقة السيدة زينب بشكل كامل، إلا أن الميليشيات الإيرانية أفشلته، ولم تلتزم به، حيث قالت صحيفة “الشرق الأوسط” حينها، نقلاً عن “مصادر أهلية”: “لم يتغير شيء. معظم المسلحين وكثير من الغرباء يدخلون ويخرجون يومياً وعلى مدار اليوم”، واصفةً القرار الصادر عن الحكومة، والذي جاء بعد عزل بلدة عين منين، بـالـ “شكلي، لأنه لا يوجد تطبيق له على الأرض”.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها 9 أيار الجاري، أن منطقة السيدة زينب تشهد مشادات كلامية بشكل دوري بين عناصر يتبعون لوزارة الداخلية وآخرين للميليشيات الإيرانية، بسبب العزل المفروض على المنطقة، وأن النزاع تحول في الأيام القليلة الماضية لاشتباك بالأيدي بين الطرفين، وانتهى بطرد الميليشيات الشيعية لعناصر الداخلية السورية المكلفين بتطبيق قرارات العزل من المنطقة، مبررة خرقها قرارات العزل، بعدم توفر المواد الغذائية وتوقف أعمال السكان في المنطقة، مؤكدة أن هدفها الحقيقي هو عودة توافد الزوار الشيعة إلى المنطقة بشكل مكثّف، كما كان قبل عزل المنطقة.
مخالفات الميليشيات الشيعية في خرق قرارات العزل وإفشالها لم تعد مقتصرة على الخروج من السيدة زينب والتنقل في المناطق المجاورة، بل شملت تنقلاتها إلى العاصمة دمشق، وإدخال أشخاص إلى السيدة زينب وإخراجهم بشكل مستمر، وسط مطالبات بإنهاء حالة عزل المنطقة بشكل نهائي، وفقاً للمصادر.