كشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” أن سلطات النظام أصدرت قبل أيام، أوامر تقضي باستدعاء فوري لعدد من أعضاء فرق حزب البعث في مختلف مناطق دمشق وريفها، إضافة لعدد كبير من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، وإدخالهم مراحل الاستنفار الفوري وتفعيل المناوبات الليلية.
وأضافت المصادر أن الاستنفار جاء بهدف إدراجهم ضمن الكوادر العاملة على تنظيف وتعقيم المؤسسات العامة، وبعض الطرق في العاصمة دمشق، وإبقائهم في حالة استنفار تحسباً لأي طارئ قد يحدث.
وأشار المصادر إلى أن أعضاء الفرق الحزبية وعناصر الدفاع الوطني، يخضعون في الفترة الحالية لتدريبات طبية، ولا سيما الخاصة بالإسعافات الأولية وطرق التعامل مع المصابين بفيروس كورونا، وآلية نقلهم إلى مراكز الحجر الصحي والمشافي.
الاستنفار التي أطلقته حكومة النظام مؤخراً، شمل العاملين ضمن أقسام الجاهزية في العديد من الوزارات، حيث استدعت جميع الموظفين المدرجين في قوائم الجاهزية، وأخضعتهم لدوريات تدريبية للتعامل مع الحالات المشكوك بإصابتها بالفيروس، فضلاً عن إنشاء تقسيمات لأماكن تواجد كل منهم، وطريقة التواصل مع مسؤول قسمه، بحسب المصادر.
استدعاء أعضاء الفرق الحزبية وكوادر الوزارات جاء تزامناً مع عمليات تجريها في الصحة في مشفى الأسد الجامعي، تسعى من خلالها إلى تخصيص طابق واحد للحجر الصحي، في حين تعمل وحدات أخرى على تعقيم فندق “الكارلتون” داخل المربع الأمني، لوضع تحت إشراف الوزارة المباشر، والتي تسعى بدورها إلى تحويله لمركز إقامة رئيسي للأطباء العاملين في مشافي المنطقة.
وأكَّدت المصادر أن وزارة الصحة تعمل على تجهير وتعقيم عدد من المدارس، ومقرات الفرق الحزبية في مناطق المزة والميدان ومشروع دمر، بعد إجراء عمليات صيانة سريعة للنوافذ والأبواب، مشيرةً إلى أنها نقلت إليها عدد من الأسرّة لتكون جاهزة تحت تصرف الوزارة في أي وقت كان.
وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قبل يومين، تخصيص مشفى الأسد الجامعي بدمشق لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا”، وتقديم الخدمات الطبية مجاناً، إضافة لتخصيص كادر طبي مدرب للتعامل مع الحالات المشتبهة، فضلاً عن توفير كل وسائل الحماية والوقاية الضرورية اللازمة للكادر الطبي من بدلات وقاية ونظارات طبية وواقيات للرأس وكمامات نوعية
وزارة الصحة حوَّلت في وقت سابق، مشفى الزبداني في ريف دمشق، إلى مركز “عزل طبي”، لمصابي فيروس “كورونا”، بقدرة استيعابية بلغت ١٠٠ سرير طبي، وغرفة عناية بـ ٨ أسرة، مع ٤ منافس طبية، وبكادر طبي يصل إلى ٢٢٠ طبيباً وفنياً، مدربين على التعامل مع الأمراض الوبائية.
وكشف الطبيب السوري “مهند ملك” مدير موقع “الباحثون السوريون” والمقيم في ألمانيا، معلومات نقلها عن أطباء سوريون يعملون ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، في مشافي حكومية، حول آلية العمل لمكافحة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الصحة استدعت عدة أطباء من اختصاصات مختلفة، لتغطية الضغط الذي تشهده المشافي، مُحللاً ذلك بأن الفيروس منتشر بشكل فعلي، ولكن الإعلام والصحة يتكتمان عن الأمر.
أحد الأطباء العاملين في المشافي الحكومية، حذَّر من كارثة حقيقية تنتظر البلاد، إذا ما تفشى الفيروس، حتى ولو بأعداد قليلة، مقارنة بدول العالم، قائلاً: “ببلد متل سوريا رح تكون كارثة صحية إذا تفشى الوباء، لأن القطاع الصحي رح يكون بأزمة لمجرد ظهور حوالي 100 إصابة بكل محافظة، أو حتى أقل”.
وبحسب الإعلان الرسمي، الصادر عن وزارة الصحة، فإن عدد المصابين بفيروس كورونا انخفض إلى 13 حالة، بعد أن ارتفع إلى 19 حالة الأسبوع الفائت، حيث أعلنت الخميس 9 نيسان، شفاء الحالة الرابعة من المصابين بالفيروس، بعد اعترافها بثاني حالة وفاة في سوريا، أواخر آذار الفائت.
حالات الإصابة بفيروس كورونا في سوريا تفوق الأعداد التي أعلنت عنها حكومة النظام بأضعاف، حيث وثَّق موقع صوت العاصمة، إصابة ثلاثة شبان من أبناء مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، كانوا قد وصلوا مؤخراً من الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.
وأكَّدت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة”، إصابة الشابين “طلال وبشير هندية” من أبناء بلدة كفير الزيت في وادي بردى، بفيروس كورونا، مشيرةً إلى أنهما قدما من الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، مطلع نيسان الجاري، وتم تأكيد إصابتهما بعد صدور نتائج التحليل الخاصة بالكشف عن الفيروس، قبل نقلهما إلى مركز الحجر الصحي في الزبداني.
ونفَّذت وحدات طبيّة تابعة لوزارة الصحة، خلال الأسبوع الفائت، الحجر الصحي على عائلة كاملة من مدينة حرستا من آل “شلّة”، بعد أيام على دخولهم الأراضي السورية قادمين من لبنان، بشكل غير شرعي، بسبب إغلاق الحدود الرسمية بين البلدين، بعد تأكيد إصابة فتاة من العائلة بفيروس كورونا.
ووثَّق موقع صوت العاصمة عدة إصابات في دمشق وريفها، بينهم عنصر للنظام من أبناء مدينة دوما، وطفلة تبلغ من العمر 14 عاماً في بلدة دير مقرن بوادي بردى،وعنصر في المخابرات الجوية من قاطني مدينة التل، كان قد نقل العدوى لزوجته، إضافة لرجل وزوجته من أبناء بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية العائدين من بلدة عرسال اللبنانية.
إعداد: الكسندر حدّاد
تحرير: أحمد عبيد