كشف الطبيب السوري “مهند مالك” مدير موقع “الباحثون السوريون” والمقيم في ألمانيا، معلومات نقلها عن أطباء سوريون يعملون ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، في مشافي حكومية، حول آلية العمل لمكافحة فيروس كورونا.
وقال الطبيب مهند، عبر صفحته في فيس بوك “الكلام المكتوب هنا أود أن أراه على أي وسيلة إعلام سورية حكومية، للأسف” مُشيراً أنه ينقل مجموعة من المعلومات بعد تواصل مع أطباء معظمهم في العاصمة دمشق.
وقال الطبيب في منشوره أنه جرى استدعاء عدة أطباء من اختصاصات مختلفة، لتغطية الضغط الذي تشهده المشافي، مُحللاً ذلك بأن الفيروس منتشر بشكل فعلي، ولكن الإعلام والصحة يتكتمان عن الأمر.
وأضاف: تم إيقاف قبول كل الحالات الباردة، وإيقاف العيادات في بعض المشافي، والتركيز على معالجة كورونا، مع تحويل معظم الطوابق في بعض المشافي لأماكن عزل.
وأكد الطبيب أن معظم الأطباء العاملين في معالجة مُصابي كورونا، يشترون بأنفسهم الكمامات وبدلات العزل والنظارات، برقم مالي كبير مقارنة برواتبهم، واصفاً الأمر بأنه “فضيحة لا أخلافية” لوزارة الصحة.
ونقل الطبيب عن مصادره وجود تسيب في بعض المشافي، فيما يخص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، مُشيراً إلى أن أحد المرضى خرج من الحجر وأجرى جولة في حي المزة وعاد إلى المشفى رغم الاشتباه بإصابته.
وأكد الطبيب وجود تسيب في المخابر، وطريقة التعاطي مع الأطباء، والاكتفاء بالمكالمات الهاتفية لتأكيد الإصابة من عدمها، مع عدم وجود أي ورقة رسمية تُثبت الأمر، فضلاً عن عدم الالتزام بإجراء اختبار بي سي آر مرتين، وفقاً للبروتوكول المُتبع في فحص الحالات المشتبه بها.
وقال الطبيب أن هناك وفيات كثيرة في سوريا، لكن التشخيص غالباً ما يكون سلبياً بالنسبة للكورونا، مع غياب آلية الفحص الصحيحة، رغم أن الصور الشعاعية للأطباء تُظهر تأكيدات على الإصابة، إلا أن الأطباء المشرفين يقولون أنهم لا يستطيعون إثبات كورونا بالاعتماد على الصور.
وتساءل الطبيب عن دور وزارتي الصحة والإعلام، وقيامهم بالعمل الشفاف بتوضيح عدد الاختبارات التي تُجرى يومياً، وأماكن المُصابين وحجم الضغط في أقسام العنايات، والمبالغ المُخصصة لمواجهة “الكارثة”
وأنهى الطبيب منشوره قائلا ” لكي نعرف أن هناك أطباء يعيشون الجحيم حرفياً بدون أي دعم، ولكي نعرف أننا فايتين بالحيط اذا ما منضل بالبيت قدر المستطاع”
واعترفت وزارة الصحة حتى الآن بـ 19 إصابة في سوريا، شُفي منها أربعة وتوفي اثنين، فيما تقول الأرقام المُسربة من المشافي ومراكز الحجر أن أعداد المُصابين تجاوزت المئات.