بحث
بحث
كوادر طبية في مواجهة كورونا ـ إنترنت

“لم يبقَ لنا سوى رحمة الله”.. أزمة أوكسجين في دمشق، وكبرى المبادرات المحلية تُحذّر

قال مسؤول في مبادرة “عقمها”: الضغط الهائل جداً أصبح مرعب ومبكي بنفس الوقت

نشر أحد مسؤولي مبادرة “عقمها“، كبرى المبادرات المجتمعية التي ظهرت عقب إعلان تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في دمشق وريفها، وباتت الجهة البديلة لتقديم الرعاية الصحية والمستلزمات اللازمة للمصابين، منشوراً عبر مجموعة المبادرة، أعلن فيه نفاذ كافة أسطوانات الأوكسجين الموجودة.

وقال مسؤول المبادرة في منشوره: “نعتذر جداً عن عدم تلبية الكثير من الحالات المنتشرة”، مضيفاً: “اليوم وصل إلى المبادرة 14 أسطوانة أوكسجين بين تبرع ورسم أمانة، وللأسف لا يكفوا لتلبية الاحتياجات”.

وتابع مسؤول المبادرة: “الضغط الهائل جداً أصبح مرعب ومبكي بنفس الوقت.. لم يبقى لنا في سوريا سوى رحمة الله”.

وأوضح مسؤول آخر في المبادرة، أن بعض الحالات التي وردت إلى الفريق تُعاني من نقص في نسبة الأكسجة بشكل كبير، لافتاً إلى أن أسطوانات الأوكسجين لم تعد ذات فائدة معهم “إن وجدت”.

ودعا المسؤول في منشوره جميع الأهالي باتباع أقصى تدابير الوقاية، والابتعاد عن التجمعات والاختلاط بالآخرين، مضيفاً: “الوضع حالياً خطير لدرجة لا توصف، ومن الصعب جداً تأمين الأوكسجين”.

ومن جهتها، نشرت صفحة “سماعة حكيم” عبر موقع التوصل الاجتماعي “فيسبوك” قبل يومين، إن أسطوانات الأوكسجين المتوفرة لدى المبادرة نفذت تماماً، مبيّنة أن المبادرة وضعت أسماء 20 مريض على قائمة الاتصال عند توفر الأوكسجين.

ووصف أطباء في دمشق، الموجة الثالثة للفيروس بـ “الأكثر خطورة”، كونها أشد من الموجة التي وصلت سوريا في تموز الفائت، محذرين من انقطاع الأوكسجين في المشافي والعيادات، جراء النقص الكبير في الكمية المتوفرة.

وأعلنت وزارة الصحة قبل أيام، عن ارتفاع نسبة إشغال أسرة العناية المشددة المخصصة لمصابي فيروس كورونا إلى 100%، فيما أكّد مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة “توفيق حسابا” عدم توفّر أي سرير فارغ في العناية المشددة بمشافي دمشق لاستقبال المصابين، لافتاً إلى أنه يتم البحث عن إمكانية توفير العناية المشدّدة للمصابين في مشافي الزبداني والقطيفة بريف دمشق.

مدير مشفى المجتهد في دمشق “أحمد عباس”، قال في تصريحات له نهاية الأسبوع الفائت، إن أقسام العزل تشهد تضاعفاً بالأعداد بنسبة قاربت الـ 200% منذ أسبوعين، مشيراً إلى أن الطفرة الثالثة أصعب من سابقتها، مضيفاً أن الوضع الحالي في العاصمة يستدعي الحذر والحرص الأكبر، وأن الفئات العمرية الأكثر خطورة هي كبار السن.

ومن جهته، حذّر عضو الفريق الاستشاري للتصدي لفيروس كورونا، الطبيب “نبوغ العوا” من تفاقم سوء الوضع الصحي، في ظل الطفرة الثالثة للفيروس، مبيّناً أن هذه الطفرة تصيب 50 حالة دفعة واحدة، كما أنّ أعراضها تظهر على الأطفال، خلافاً للموجة السابقة التي انتشرت مع بداية فصل الشتاء.

وأصدرت وزارة الصحة تعميماً وجّهته إلى مشافي دمشق التابعة لها، أوقفت بموجبه كافة العمليات الباردة “غير الإسعافية” بدءاً من اليوم، إضافة لمطالبتها بتطبيق خطة استدعاء الكوادر في حالة الطوارئ وتشغيل المشافي بالطاقة القصوى، وكامل القدرات والإمكانات لصالح مرضى الجائحة.