بحث
بحث

ارتفاع الإيجارات يفاقم أزمة السكن جنوب دمشق

صوت العاصمة- ضياء محمد
تقطن المرأة المسنة “أم حسان” في بلدة يلدا التي تفضلها على باقي بلدات جنوب دمشق لقربها من حاجز ببيلا _ سيدي مقداد، إذ تتمكن من الخروج بشكل دوري لرؤية بناتها في العاصمة دمشق، بعد حصولها على موافقة أمنية من فرع فلسطين.

لا تستطيع ابنة اليرموك تكبد إيجارات السكن في بلدة ببيلا التي تعتبر الأفضل لزياراتها، فالإيجارات مرتفعة جداً ولا تستطيع دفعها، حسبما أشارت لصوت العاصمة.

أما أبو عدي، وهو لاجئ فلسطيني يقيم في بلدة ببيلا، فأشار إلى أن الإيجارات تختلف في ببيلا عن باقي البلدات، فالأحياء القريبة من الشارع الرئيسي تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الإيجارات، التي وصل بعضها إلى أكثر من 100 ألف ليرة في المباني الواقعة في الشارع الرئيسي.

أبو أحمد، أحد أصحاب المكاتب العقارية، تحدث لصوت العاصمة عن الأزمة التي يعاني منها آلاف النازحين القاطنين في دمشق الجنوبية، الذين يعانون من أزمة سكنية مزمنة جراء النزوح، وارتفاع في إيجارات المنازل، وضعف الخدمات الأساسية في الأحياء التي يقطنونها: “بدأت أزمة السكن وارتفاع الإيجارات بالتزامن مع عودة الأهالي القاطنين في دمشق إلى بيوتهم منذ مايو 2018، وإخراج النازحين من أبناء مخيم اليرموك والبلدات المجاورة منها، ما تسبب في غلاء الأسعار نتيجة الطلب المتزايد على المنازل في المنطقة، كونها تحوي عدداً كبيراً من النازحين”.

وأضاف أبو أحمد أن تكلفة إيجار المنزل في جنوب دمشق تختلف من بلدة لأخرى باختلاف مساحة الشقة، وإذا كانت مفروشة أم لا، إضافة لخضوعها لتحكم وسلطة صاحب العقار الذي يفرض شروطه على المستأجر وفق مزاجه دون أي اعتبار لحالة النازح أو المهجر.

وأكد صاحب المكتب العقاري أن إيجار المنزل في منطقة الشارع الرئيس في بلدة ببيلا يتراوح بين80 و 100 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ في الأحياء القريبة من السوق بين 60 و80 ألف ليرة سورية، ويتأرجح من 50 إلى 65 ألف ليرة سورية في نهاية حي الشراقي الواصل بين بلدتي ببيلا وبيت سحم.

ويتراوح إيجار المنزل في بلدتي يلدا وبيت سحم بين 50 و 75 ألف ليرة سورية، ويعتبر قرب المنزل من السوق الرئيسي والمواصلات العامة بالإضافة لمحتوياته من العوامل الرئيسية التي تحدد كلفة الإيجار.

ويتجمع أهالي مخيم اليرموك في البلدات الثلاث ضمن تكتل واحد، ويعتبر شارع النخيل في بلدة يلدا أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، لكونه قريباً من حي العروبة في مخيم اليرموك، ويقطن عدد من اللاجئين الفلسطينيين في حارة الفلسطينيين في ببيلا وأجزاء من حي الشراقي الفاصل بين بلدتي ببيلا وبيت سحم.

أما باقي أهالي البلدات المجاورة، فيقطنون إما مع أقربائهم، وإما في بلدات يتشابهون وأهلها في العادات والتقاليد دون تكوين تجمع خاص بهم.

ويعيش في بلدات جنوب دمشق حوالي 12 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من مخيم اليرموك، ولا توجد إحصائية دقيقة تبين أعداد النازحين من أبناء القرى المجاورة التي سيطر عليها النظام السوري عام 2012، ويعيش هؤلاء معاناة بسبب أسواق الإيجارات، حيث بدأت الأزمة في جنوب دمشق أثناء سيطرة فصائل المعارضة عليها، ومرت المنطقة في حالة ركود اقتصادي، واقتصرت الإيجارات حينها على بعض المحال التجارية بأسعار زهيدة، ولم يكن أصحاب المنازل التي سكنها النازحون يتقاضون إيجار منازلهم لانتقالهم للعيش في دمشق.

اترك تعليقاً