صوت العاصمة- عمر الشامي
يعاني آلاف المهجرين في منطقة قدسيا بريف دمشق الغربي من الارتفاع الكبير في إيجارات المنازل، وارتفاع أسعار المواد الأساسية في الأسواق، وندرة في توفر فرص العمل، في ظل الأزمة السكانية الخانقة التي تشهدها المنطقة إثر استقرار عشرات الآلاف من المهجرين فيها.
وقال “أبو محمد” وهو أحد أصحاب المكاتب العقارية في قدسيا لـ “صوت العاصمة” إن أزمة السكن وارتفاع الإيجارات بدأت بالتزامن مع نزوح أهالي مناطق وادي بردى إلى المدينة، الذين منعتهم قوات النظام من العودة إلى منازلهم بعد فرض سيطرتها على قراهم مطلع عام 2017، عقب انتهاء اتفاق التسوية في منطقة قدسيا الذي قضى بتهجير فصائل المعارضة إلى الشمال السوري.
وأضاف أبو محمد أن إيجار المنزل وسط المدينة في ساحتي “العمري والأمل” تجاوز الـ 150 ألف ليرة سورية، في حين تراوحت الإيجارات في الأحياء القريبة من السوق الرئيسي بين 80 و120 ألف ليرة سورية، وفي حي “الخياطين” المعروف بالخدمات المتردية يتجاوز إيجار المنزل 60 ألف ليرة سورية شهرياً، في حين كانت الإيجارات تتراوح بين 15 إلى 30 ألف ليرة سورية قبل عام 2017.
وتابع أبو محمد: “معظم أصحاب المنازل في المدينة يطلبون إيجار 3 أشهر مقدماً على أقل تقدير، بالإضافة لنسبة السماسرة التي بلغت قدر إيجار شهر كامل، ما يزيد العبء المادي على المهجرين”.
وأشار أبو محمد إلى أن الطلب على المنازل ازداد بنسبة كبيرة بعد نزوح أكثر من ألف عائلة من أهالي دير الزور إلى قدسيا، ما زاد أطماع الكثير من أصحاب العقارات في المنطقة، وارتفاع أسعار الإيجارات فيها، مؤكداً أنها المرة الأولى التي تصل الإيجارات إلى هذا الحد في المدينة.
وبحسب أبو محمد فإن مئات العائلات تقطن في الأحياء المتطرفة في المدينة، في مشاريع سكنية قيد الإنشاء، لم تصلها الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي حتى اليوم، لافتاً أن قرب المدينة من العاصمة دمشق أحد الأسباب التي تدفع المهجرين للاستقرار فيها.
ويعيش في مدينة قدسيا أكثر من 500 ألف مهجر من مختلف المحافظات والمدن السورية التي شهدت معارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة خلال السنوات السابقة.