صوت العاصمة- أحمد عبيد
توجه العشرات من أهالي مدينة داريا في ريف دمشق الغربي اليوم الثلاثاء 23 تموز إلى مداخل المدينة للدخول إلى منازلهم، بعد حصولهم على موافقة لاستلام بطاقات تتيح لهم دخول المدينة والإقامة فيها.
ونشر المكتب التنفيذي لبلدية داريا، يوم أمس الاثنين، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائمة تضم اسماء 200 شخصاً من أبناء المدينة، ممن تم منحهم موافقة على دخولها والإقامة في منازلهم قبل يومين، وذلك بعد نشر خبر يفيد بالحصول على موافقات لنحو 4 آلاف مدني ممن سجلوا اسماؤهم مسبقاً على طلبات منح الموافقة، مشيراً إلى أن الاسماء سيتم نشرها وفق قوائم متتالية لتسهيل عملية العبور.
مصدر من أهالي مدينة داريا قال لـ “صوت العاصمة” إن الأهالي الحاصلين على موافقات لدخول مدينتهم كانوا قد تقدموا بهذه الطلبات منذ أكثر من عام، ولم يتم السماح لهم بالعودة حتى اليوم.
وأضاف المصدر أن معظم العائدين اليوم لا ينوون الإقامة في المدينة في الوقت الحالي، وعودتهم مقتصرة على الاطمئنان على منازلهم واستلام بطاقات الدخول لزيارة المدينة فيما بعد.
وبحسب المصدر فإن الأهالي توجهوا إلى المدينة عبر مدخلها الرئيسي من جهة دوار الباسل، ومدخل جامع الوهاب من جهة صحنايا، مشيراً إلى أن الحواجز المتمركزة على مداخل المدينة تحمل قوائم بالاسماء التي نشرها المجلس البلدي لتمنع دخول أي شخص آخر.
ودخلت المدينة يوم أمس الاثنين دفعة أخرى مؤلفة من 200 شخص ضمن قوائم إعادة 4 آلاف مدني إلى داريا.
ونشر المكتب التنفيذي الأسبوع الفائت اسماء جميع المسجلين في المجلس البلدي مسبقاً للحصول على موافقات أمنية، في قائمة تحوي 15800 اسماً، بهدف تأكد المسجلين من ورود اسمائهم فيها، مشيراً إلى أنه تلقى وعوداً من محافظ ريف دمشق بالسماح لـ 10 آلاف مدني بالعودة في الفترة القادمة.
وقالت صوت العاصمة في تقرير سابق لها إن آلية الحركة داخل المدينة محدودة، وإن عناصر الفرقة الرابعة المتمركزة داخل المدينة تمنع خروج الأهالي من المربع المأهول الذي يمثل نسبة 8% فقط من مساحة المدينة، وتحظر الدخول إلى باقي الأحياء ولو كانوا من أصحاب العقارات فيها، باستثناء أصحاب الآليات الخدمية التي تساعد في فتح الطرق وترحيل الأنقاض.
خدمات أساسية
جاء قرار منح الموافقات للأهالي بالتزامن مع الترويج الكبير لإعادة الخدمات الرئيسية إلى بعض القطاعات في المدينة، كافتتاح الطرق وتنظيفها، وترميم شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
وقال المكتب التنفيذي في عدة منشورات عبر صفحته إن حملة تطوعية برئاسة اتحاد الطلبة في سوريا وبمشاركة عدد من أبناء المدينة عملت على إعادة فتح الطرق الرئيسية وتنظيفها، وردم الأنفاق وتنظيم المباني الحكومية، موضحاً أن عملها تركز في طريق المعامل مقابل الفرن الآلي باتجاه جامع التوبة، وطريق الفصول الأربعة، وشارع الكورنيش ومحيط دوار الباسل.
وأكدت البلدية أنها لا تملتك أي آلية حتى اليوم، وأن الآليات التي تعمل في المدينة تعود لمتطوعين من أبناء داريا، لافتةً أنها تقدم مادة المازوت لأصحابها فقط، بالتزامن مع استلامها موافقة خطية صادرة عن محافظ ريف دمشق باستلام 1500 ليتر مازوت لمتابعة الأعمال الخدمية، على أن يتم استلامها من شركة ساد كوب على 3 دفعات.
ونقلت شبكة صوت العاصمة عن مصدر أهلي خاص في تقرير سابق لها أن معظم أحياء المنطقة المأهولة في المدينة لم تشهد وصول التيار الكهربائي منذ عودة بعض الأهالي إليها نهاية العام المنصرم حتى اليوم، رغم المطالبات العديدة والوعود المتكررة بإيصاله، على خلاف ما تناقلته وسائل إعلام موالية للنظام السوري بإيصال التيار الكهربائي وتركيب خزانات جديدة منذ أشهر.
وأضاف المصدر أن مياه الشرب لم تصل إلى أي منزل في المدينة حتى اليوم، إضافة للأضرار التي طرأت على شبكة الصرف الصحي في جميع الأحياء المأهولة، وأن الأهالي مضطرون للخروج من المدينة كل يومين أو ثلاثة لتأمين مستلزمات عائلاتهم اليومية، ولا سيما المحروقات ومادة الخبز التي لم يتم إنتاجها في المدينة حتى اليوم، نتيجة إهمال إعادة تأهيل الفرن الآلي فيها، مشيراً إلى أن المكتب التنفيذي التابع لمجلس المدينة يسخر جميع كوادره في تحسين مظهر المدينة والتشجير متجاهلاً الخدمات الأساسية.
مراكز دينية وحكومية
أعلن المكتب التنفيذي قبل أيام افتتاح مستوصف داريا الصحي وجاهزيته لاستقبال أي حالة مرضية أو إسعافية، مشيراً إلى أنه يعمل على إعادة فتح مبنى مديرية المصالح العقارية ودائرة السجل المدني، وذلك بعد إعلانه مطلع الشهر الجاري عن بدء الدوام الرسمي في بلدية داريا داخل المدينة، وافتتاح مركز للشرطة المدنية، وإيقاف العمل في مبنى البلدية في منطقة الدحاديل بشكل كامل.
وقال المكتب التنفيذي إن اجتماعاً عقد بين أعضاء المجلس المحلي لمدينة داريا ومخاتيرها وأعضاء مجلس محافظة ريف دمشق وأمين الفرقة الحزبية للمدينة، مع مسؤول الإغاثة في منظمة الهلال الأحمر “ربيع مسعود” في مقر البلدية داخل المدينة، لبحث عملية تشكيل شعبة للهلال الأحمر في داريا، ولم يتم البت بأمرها حتى اليوم.
ونشر المكتب التنفيذي عبر صفحته صوراً لإقامة أول صلاة جماعية في جامع الحسن والحسين على أطراف المدينة من جهة معضمية الشام، معلناً الانتهاء من عمليات الترميم بشكل كامل.
وأعلن المجلس البلدي في منشور آخر بدء ترحيل الأنقاض وردم الأنفاق في كنيسة المدينة لانطلاق عملية ترميمها، بإشراف مختار حي المسيحيين “أبو عيسى اللحام”، مشيراً إلى أن ترميم المراكز الدينية يتم من قبل أهالي المدينة بشكل تطوعي.
ونقلت صوت العاصمة عن مصدرها في مدينة داريا في تقرير سابق لها، أن حكومة النظام بالتعاون مع حملات إيرانية شارفت على الانتهاء من ترميم مزار السيدة سكينة الشيعي وسط المدينة، مشيراً إلى أن آليات تابعة لمحافظة ريف دمشق تعمل في محيط وداخل المقام منذ عدة أشهر، إضافة للورشات الصناعية التي تعمل فيه لإعادة تأهيله.
وأضاف المصدر أن عدة وفود لشخصيات سورية وأخرى أجنبية رفيعة المستوى زارت مقام سُكينة أكثر من مرة في فترات متقطعة خلال الشهرين الماضيين، إضافة لشخصيات دينية سورية وإيرانية أشرفت على عملية الترميم والبناء بنفسها، لافتاً أن استنفار أمني مكثف يسبق دخول الوفود ويستمر لساعات، في ظل فرض حالة شبيهة بحظر التجول.
خطوط النقل
أصدرت لجنة تنظيم الركاب المشترك في محافظة ريف دمشق، يوم الاثنين 15 تموز، قراراً يقضي بإعادة تفعيل خط سرفيس داريا- دمشق، الذي توقف قبل سبع سنوات جراء المعارك التي دارت في المدينة قبل تهجير أهلها منتصف عام 2016.
وأصدر المجلس البلدي بلاغاً لأصحاب السرافيس المسجلة في البلدية الحضور الفوري للبدء بعملية نقل الركاب من وإلى داريا، معلناً أن خط السير سيكون في الوقت الحالي من ساحة شريدي في المدينة إلى موقف مسبح الروضة في منطقة كفر سوسة، مشيراً إلى أن عملية النقل ستبدأ منذ ساعات الصباح الأولى وحتى السادسة مساءً.
مصادر صوت العاصمة في داريا قالت إن السرافيس تعمل داخل المدينة فقط، لنقل الركاب بين مداخلها وأماكن سكنهم، باستثناء رحلتين يومياً من وإلى كفر سوسة، لنقل الموظفين والطلاب صباحاً، وإعادتهم بعد انتهاء دوامهم الرسمي.
إعادة تأهيل المنازل ممنوعة
قالت شبكة صوت العاصمة في تقرير نشرته مطلع الشهر الجاري، إن المجلس البلدي في داريا هدم العديد من الجدران والأعمال الإسمنتية الحديثة في منازل المدينة، التي قام الحاصلين على موافقات أمنية لدخول المدينة ببنائها مؤخراً، بعد عشرات الدعوات التي وجهها المجلس للأهالي، لإعادة ترميم منازلهم والعيش فيها.
ونشر المكتب التنفيذي لبلدية مدينة داريا عبر صفحته الرسمية صوراً لعمليات الهدم التي قامت بها آلياته قبل يومين، مرفقة ببيان صادر عن رئاسة المجلس أوضح فيه أسباب الهدم.
وبحسب بيان المكتب التنفيذي فإن البلدية قامت بعمليات الهدم بسبب عدم استصدار أصحاب الأبنية والقائمين على أعمال الصيانة الرخص والموافقات اللازمة، بهدف منع انتشار هذه الظاهرة المسيئة للمخطط العام، مهدداً مرتكبي المخالفات بإزالة البناء ومصادرة المعدات الصناعية وإحالة صاحبها للقضاء.
وأشار البيان إلى أن معظم المخالفات تقع ضمن بساتين داريا الممتدة بين مناطق نهر عيشة واللوان وكفر سوسة باتجاه المدينة، وبعضها داخل المربع المأهول في المدينة، الممتد بين دوار الباسل ومحيط منطقة التربتين.
وقال المكتب التنفيذي إن إنشاء مخالفات جديدة سيعرض صاحبها للمخالفة والعقوبة التي تصل إلى السجن 6 أشهر، مشيراً إلى أن المجلس البلدي يمنح الرخص والموافقات الإدارية على إعادة تأهيل بعض المنازل في المربع المأهول فقط، شرط أن يخلو العمل من أي أعمال إسمنتية.
وأوضح المكتب التنفيذي بعد عمليات الهدم أن المنطقة الشرقية ستدخل في المخطط التنظيمي وفقاً للمرسوم 66، وأن دخول الأهالي إليها ممنوع مهما كانت الأسباب، مشيراً إلى أن بعض الأهالي دخلوا إليها خلسة.
زيارات لوفود رسمية
زار مدينة داريا عدة وفود حكومية رسمية، وأخرى أجنبية لمتابعة أوضاع إعادة الخدمات ودراسة المخطط التنظيمي الجديد خلال الشهرين الماضيين، مقدمين وعوداً بمتابعة تأهيل مرافق المدينة والسعي لإعادة كافة أهالي المدينة إليها.
وزار المدينة وفد مشترك من محافظة ريف دمشق ووزارة الإسكان والمرافق ومديرية المرسوم ٦٦، وتجول في المناطق المدمرة والعشوائية الواقعة خارج الكورنيش، والممتدة من مشتل خولاني باتجاه المدرسة التجارية، ويساراً باتجاه صحنايا ومحيط جامع أبو سليمان، ومنطقة المراح ومنطقة الغزي، لدراسة المخطط التنظيمي الجديد لإعادة تأهيل الأبنية فيها، ووجه تعليمات بمنع الأهالي من إعادة ترميم منازلهم الواقعة في المنطقة المذكورة.
وزارها وفد من الشركة العامة للمخابز لدراسة وضع الفرن الألي في داريا، وقدم وعوده بدراسة إنشاء خط إسعافي وتفعيله في الأيام القلية القادمة.
وقام وزير التربية “عماد العزب” ومحافظ ريف دمشق “علاء منير إبراهيم” بإجراء جولة خدمية تربوية على عدد من أحياء المدينة مطلع الشهر الجاري، رافقهما مديرو الخدمات الفنية والمياه ورئيس بلدية داريا وأعضاء المجلس البلدي، وجه محافظ ريف دمشق خلالها تعليماته بإعادة تأهيل الطريق المؤدية إلى كفر سوسة، وافتتاح مداخل المدينة الثلاثة أمام الأهالي الحاصلين على بطاقات الدخول.
وأجرى محافظ ريف دمشق زيارة أخرى برفقة كل من وزير الصناعة “محمد معن زين العابدين جذبة”، وأمين فرع حزب البعث في ريف دمشق “رضوان مصطفى” ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها “سامر الدبس” وعضو مجلس الشعب “عماد نمور” بجولة ميدانية لمنطقة بور سعيد الصناعية في مدينة داريا، وقدموا الوعود للأهالي بالعمل على منحهم موافقات لإعادة تأهيل منشآتهم الصناعية، وتقديم المساعدات لهم لتسهيل عملية إعادة التأهيل.
وقام المحامي العام في ريف دمشق “القاضي محمد محمود” بزيارة إلى مقر القصر العدلي السابق في داريا، وأصدر أوامر بالبدء في العمل على إعادة تأهيله بشكل فوري.
وقالت صوت العاصمة في تقرير سابق لها إن وفد تابع لمنظمة أوكسفام الدولية زار مدينة داريا نهاية الشهر الفائت، للبدء بتقديم الدعم والخدمات اللازمة لترميم شبكات المياه والصرف الصحي في المدينة، مشيرةً إلى أن وفد تابع لمنظمة الصليب الأحمر الدولي، وآخر تابع للهلال الأحمر السوري أجروا جولات في المدينة، بالتزامن مع زيارة وفد منظمة أوكسفام، لدراسة الوضع الميداني وتحديد آلية المساعدة التي ينوي الصليب الأحمر تقديمها.
وقالت الشبكة في تقرير آخر إن وفداً من مركز المصالحة الروسي قام بزيارة داريا نهاية الشهر الفائت، وقدم الوعود للمجلس البلدي بالعمل الجاد لإعادة الأهالي المهجرين إلى منازلهم وتقديم التسهيلات لهم.
ونشر المكتب التنفيذي لبلدية داريا عبر صفحته الرسمية بياناً قال فيه إن قيادة القوات الروسية قدمت 450 سلة غذائية تم توزيعها على قاطني المدينة، واصف إياها بـ “الهدية الرمزية”، بعد زيارة وفد مركز المصالحة بأيام.