بحث
بحث
دمار في داريا بعد سيطرة النظام
مدينة داريا في ريف دمشق - صوت العاصمة

عناصر الفرقة الرابعة تفرض أتاوات على أهالي داريا بعد افتتاح مدخلها الشرقي

أعلن المكتب التنفيذي لمجلس مدينة داريا، الأسبوع الفائت، عن افتتاح مدخل المدينة من جهة الفصول الأربعة، الذي يربط داريا بمدينة صحنايا والأشرفية وجديدة عرطوز.

وقال المكتب التنفيذي إن عملية فتح مدخل المدينة الشرقي تم بإشراف العقيد في مكتب أمن الفرقة الرابعة “سهيل سلهب”، والمسؤول المباشر عن الملف الأمني للمنطقة، وبحضور رئيس مجلس المدينة “مروان عبيد” وأعضاء المجلس المحلي فيها.

مصدر أهلي قال لـ “صوت العاصمة” إن تجاوزات عناصر حاجز الفصول الأربعة المشترك بين الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، بدأت منذ الساعات الأولى لافتتاح الطريق أمام الأهالي، مشيراً إلى أن الحاجز فرض على المارة مبلغ ألف ليرة سورية للشخص الواحد، واصفين تلك الإتاوة بـ “الحلوان”.

وأضاف المصدر أن الدخول إلى المدينة ما زال مرتبطاً بالبطاقات الصادرة عن مجلس محافظة ريف دمشق، والتي انتهى المكتب التنفيذي من تسليم قائمة مؤلفة من 14 ألف اسماً مطلع الشهر الجاري، لتُضاف إلى قوائم الـ 15 ألف التي صدرت سابقاً، مشيراً إلى أن عدد البطاقات الصادرة لا يتجاوز 10% من عدد سكان المدينة الأصليين.

ولفت المصدر أن عناصر حاجز الفصول الأربعة سمحوا للعديد من الأهالي الذين لم ترد أسماؤهم في القوائم الصادرة بدخول المدينة لقاء مبالغ مالية تتراوح بين ألف إلى 3 آلاف ليرة سورية للشخص الواحد، دون تحديد مدة معينة للخروج، مؤكداً أنهم يحتجزون البطاقات الشخصية للراغبين بالدخول لضمان خروجهم من المدينة.

وبحسب المصدر فإن المجلس البلدي والعناصر الأمنية المنتشرة في المدينة سمحت مؤخراً للأهالي بالتجول في كافة أرجائها، إلا أنها منعت أي عملية ترميم للمنازل المهدمة، ما يمنع الأهالي من السكن في المنازل الواقعة خارج المربعين المؤهلين في محيط المحكمة بالقرب من دوار الباسل.

عودة ملحوظة وأحياء دون خدمات:
أبو وسام (48 عاماً) وهو أحد أبناء مدينة داريا، قال لـ “صوت العاصمة” إن عدد كبير من العائلات التي وردت أسماؤها في القوائم الصادرة مؤخراً، عادت إلى المدينة على الرغم من غياب الخدمات عن الأحياء بشكل كلي، مشيراً إلى أن الخدمات التي أعلن عنها مجلس المدينة خلال السنتين الفائتتين محصورة ضمن المربعين الصالحين للسكن فقط، والممتدين من دوار الباسل عند مدخل المدينة إلى مشفى زيادة.

وأضاف أبو وسام أن عائلات أخرى لاجئة في لبنان عادت بشكل فردي خلال الشهر الفائت، عقب حصولهم على بطاقات تتيح لهم السكن في منازلهم داخل المدينة، مؤكداً أن ارتفاع إيجارات المنازل في المناطق الأخرى والأوضاع الاقتصادية المتردية للأهالي هي الدافع الرئيسي لعودتهم.

وروى أبو وسام أنه شاهد عائلة تقطن في منزل بالطابق الثالث لأحد الأبنية المهدمة بشكل جزئي، بعد استخدام شوادر النايلون والقماش عوضاً عن الجدران الاسمنتية، لافتاً أن مثل هذا المسكن يعتبر خطراً كبيراً على القاطنين وخاصة الأطفال.

وأكد أبو وسام أن عدد من العائلات عادت إلى منازلها في مناطق الكورنيش والشاميات ومحيط مسجد أبو سليمان الديراني، التي كانت ممنوعة زيارتها بشكل نهائي قبل أشهر، في حين ما زالت المنطقة الواقعة على طريق صحنايا خالية تماماً من السكان.

وبحسب أبو وسام فإن الخدمات غائبة تماماً عن الأحياء الواقعة خارج المربعين الرئيسيين، وأن الأهالي يعتمدون على شراء مياه الصهاريج والمولدات الكهربائية في تسيير أمورهم اليومية، مؤكداً أن الفرن الآلي في المدينة ما زال خارجاً عن الخدمة حتى اليوم، في حين يعتمد الأهالي على الخبز المتوفر في أحد المراكز، والذي يقوم بنقلها من أفران خارج المدينة بشكل يومي.

حركة عقارية واستغلال الأهالي:
أحد أبناء مدينة داريا يدعى “ماهر” قال إن المدينة شهدت مؤخراُ نشاطاً كبيراً في حركة بيع وشراء العقارات، وسط تنافس كبير بين التجار والسماسرة، مؤكداً أن استغلال أوضاع الأهالي الأمنية وأوضاع المدينة المتردية بات واضحاً للجميع.

وأشار ماهر إلى أن الأسعار التي قُيمت بها العقارات في المدينة لا تتجاوز 20% من أسعارها الحقيقية، لافتاً أن المنافسة مهما اشتدت لا يمكن لتاجر دفع نصف سعر العقار، مهما كانت مساحته أو موقعه.

وأضاف ماهر أن عمليات الشراء تتم في جميع أنحاء المدينة، إلا أن العقارات الواقعة في منطقة الشاميات تشهد عروضاً أكثر من غيرها، مشيراً إلى ان الأسعار فيها تصل إلى ضعفي سعر العقار في المناطق الأخرى.

وبحسب ماهر فإن التجار يستغلون المطلوبين أمنياً من أبناء المدينة في شراء عقاراتهم بأسعار متدنية، معتمدين على بث إشاعات بين الأهالي عن نية النظام بإصدار قرارات حجز احتياطي على أملاك المطلوبين أمنياً في المدينة، إلى جانب استغلال قرارات منع إعادة تأهيل الأبنية والمنازل المدمرة.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: أحمد عبيد

اترك تعليقاً