بحث
بحث

حكومة النظام تتغنى بإنجازاتها الوهمية في داريا، والأهالي يفتقرون أدنى مقومات الحياة 

صوت العاصمة- خاص 
بعد أكثر من عامين على بسط سيطرة قوات النظام على مدينة داريا، وإنجازات وهمية تتغنى بها حكومته منذ عدة أشهر، من إعادة تأهيل المنشآت الخدمية لإتمام عملية إعادة أهالي المدينة النازحين، يعيش الأهالي العائدون مؤخراً أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل انعدام مقومات الحياة وندرة الخدمات الأساسية التي يروج إعلام النظام لتوفرها.

مصدر من أهالي مدينة داريا قال لـ “صوت العاصمة” أن معظم أحياء المنطقة المأهولة في المدينة لم تشهد وصول التيار الكهربائي منذ عودة بعض الأهالي إليها نهاية العام المنصرم حتى اليوم، رغم المطالبات العديدة والوعود المتكررة بإيصاله، على خلاف ما تناقلته وسائل إعلام موالية للنظام السوري بتركيب بإيصال التيار الكهربائي وتركيب خزانات جديدة منذ أشهر.

وأضاف المصدر أن مياه الشرب لم تصل إلى أي منزل في المدينة حتى اليوم، إضافة للأضرار التي طرأت على شبكة الصرف الصحي في جميع الأحياء المأهولة، مشيراً إلى أن المكتب التنفيذي التابع لمجلس المدينة يسخر جميع كوادره في تحسين مظهر المدينة والتشجير متجاهلاً الخدمات الأساسية.

وتابع المصدر: “الأهالي هنا مضطرون للخروج من المدينة كل يومين أو ثلاثة لتأمين مستلزمات عائلاتهم اليومية، ولا سيما المحروقات ومادة الخبز التي لم يتم إنتاجها في المدينة حتى اليوم، نتيجة إهمال إعادة تأهيل الفرن الآلي فيها”، مشيراً إلى أن المجلس البلدي قام بتوزيع 300 اسطوانة غاز منزلي قبل أيام على العائلات القاطنة في المربع الأول من المدينة، الممتد بين دوار الباسل ومنطقة التربتين، والبالغ عددها قرابة الـ 900 عائلة، و500 أسطوانة أخرى تم توزيعها على أكثر من ألف عائلة قاطنة في منطقة شواقة على أطراف المدينة بالقرب من مساكن سرايا الصراع.

وشدد المصدر على أن المكتب التنفيذي عارض افتتاح المدارس التي انتهى من إعادة تأهيلها قبل بداية العام الدراسي الجاري لأسباب مجهولة، ما دفع العديد من الأهالي العائدين لمغادرة المدينة من جديد، وآخرين فضّلوا الامتناع عن العودة لمتابعة تعليم أطفالهم.

ولفت المصدر أن موظفي المجلس البلدي منعوا الأهالي من إعادة ترميم منازلهم المدمرة بشكل جزئي، مؤكداً أن آليات البلدية هدمت العديد من الجدران والأسوار الجديدة التي أنشأها الأهالي عقب عودتهم مؤخراً.

وعن آلية الحركة داخل المدينة، أفاد المصدر بأن قوات الفرقة الرابعة المتمركزة داخل المدينة تمنع خروج الأهالي من المربع المأهول الذي يمثل نسبة 8% فقط من مساحة المدينة، وتحظر الدخول إلى باقي الأحياء ولو كانوا من أصحاب العقارات فيها، باستثناء أصحاب الآليات الخدمية التي تساعد في فتح الطرق وترحيل الأنقاض، مشيراً إلى أن استخارات النظام تسمح لسائق الآلية فقط بالدخول دون مرافق.

وأشار المصدر إلى أن قوات النظام المتمركزة على مدخل المدينة الجنوبي تفرض بطاقات خاصة على الأهالي القاطنين داخل المدينة يتمكنوا عبرها من الدخول والخروج من وإلى المدينة، لكنها لا تحميهم من الخضوع للتفييش بين الحين والآخر، لافتاً أن الأهالي الراغبين بزيارة منازلهم ممن لم ترد أسماءهم ضمن قوائم الدخول يضطرون لدفع رشاوى لعناصر الحاجز تتراوح بين 15 و 25 ألف ليرة سورية، مقابل السماح لهم بدخول المدينة لساعة واحدة فقط.

مصدر آخر في مدينة داريا قال لـ “صوت العاصمة” أن قوات النظام شارفت على الانتهاء من ترميم مزار السيدة سكينة الشيعي وسط المدينة، مشيراً إلى أن آليات مجلس المدينة وأخرى تابعة لمحافظة ريف دمشق تعمل في محيط وداخل المقام منذ عدة أشهر، إضافة للورشات الصناعية التي تعمل فيه لإعادة تأهيله.

وبحسب المصدر فإن عدة وفود لشخصيات سورية وأخرى أجنبية رفيعة المستوى زارت مقام سُكينة أكثر من مرة في فترات متقطعة خلال الشهرين الماضيين، إضافة لشخصيات دينية سورية وإيرانية أشرفت على عملية الترميم والبناء بنفسها، مشيراً إلى أن استنفار أمني مكثف يسبق دخول الوفود ويستمر لساعات، في ظل فرض حالية شبيهة بحظر التجول.

وكان المجلس البلدي في مدينة داريا قد أعلن عن عودة 5 آلاف شخص من أبناء المدينة، ضمن عملية إعادة 19 ألف شخصاً، التي أعلن عنها نهاية شهر كانون الأول من العام 2018 الفائت، على أن يتم إدخالهم وفق قوائم تضم350- 400 اسماً تصدر عن المجلس بين الحين والآخر، دون ذكر مصير باقي أبناء المدينة البالغ عددهم 225 ألف نسمة.

اترك تعليقاً