بحث
بحث
انترنت

سوريا أمام خمسة عروض متناقضة لمواجهة الأزمة

المعاناة السورية مستمرة والحل ينتظر ترتيبات إقليمية ودولية وفق شروط متباينة

قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها إن سوريا باتت أمام خمسة عروض متناقضة لمواجهة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية القاتلة ولبدء مسيرة طويلة ومعقدة للخروج من القعر.

وبحسب تقرير الصحيفة فأن العرض الأول هو من الجانب الإيراني، إذ سيصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في الأيام المقبلة، وإيران تريد ثمنا من حليفها الذي منعت سقوطه مع روسيا، يتمثل بـ (التموضع العسكري الاستراتيجي الذي يعزز موقعها في الإقليم، والوصول إلى البحر المتوسط، وتنازلات سيادية مالية في حقول النفط والغاز والفوسفات والمشاريع والاتصالات، ومعاملة الإيرانيين معاملة السوريين”.

وأضافت الصحيفة أن هناك عروض عربية تقدم دعما اقتصاديا واستثناءات من عقوبات قانون قيصر، وعودة إلى الجامعة العربية والحضن العربي، ومساعدات وإعادة إعمار، وهذه تتطلب “وقف تدفق الكبتاغون عبر حدود الأردن، والتعاون لمنع تسلل المهربين والإرهابيين، وتغيير طبيعة العلاقة مع إيران، والحل السياسي واللجنة الدستورية وضمانات لإعادة أو عودة اللاجئين”.

وأشارت إلى العرض التركي يتمثل في عملية مشتركة ضد “حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية”، والتعاون لإعادة اللاجئين، والعمل ضد الإرهاب، مقابل ذلك، تعرض أنقرة دعماً اقتصاديا وتمويلا لمشاريع الإعمار واتصالات سياسية وشرعنة للنظام.

ولفتت إلى أن العروض الغربية فهي تختلف من دولة إلى أخرى، لكنها تتعلق بمحاربة الإرهاب، وسيطرة على الأرض تتعلق بالتوازن والتفاوض مع روسيا، ودعم إسرائيل وغاراتها ضد إيران في سوريا، وعروض صغيرة تخص قضايا إنسانية، ودعم مشاريع التعافي المبكر في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم، مقابل تقديم تسهيلات سياسية وفتح قنصلية في مدن أوروبية، أو زيارة وفد إلى دمشق.

ووفقا للصحيفة، فأن خامس العروض هو من إسرائيل التي تطلب عبر دول غربية أو عبر موسكو، تراجع إيران استراتيجيا في سوريا، والتزامها بالخطوط الحمر، نظير تسهيل مطالب دمشق في أروقة وعواصم ذات قرار، والقبول بالدور الروسي والوجود الروسي والقرار الروسي.

و ختم تقرير الصحيفة بأن المعاناة السورية مستمرة والأزمة عميقة، وقائمة الشروط أو المطالب ليست طويلة فحسب، بل إنها متناقضة ومحيّرة، وتعبر عن مصالح يتطلب الجمع بينها حياكة سورية مستحيلة. وبالفعل، الحل السوري ينتظر ترتيبات إقليمية ودولية، وولادة النظام من هذا المخاض المؤلم، سورياً ودولياً.