صوت العاصمة – خاص
أصدرت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الحاكم في سوريا، قراراً بتشكيل ميليشيا في مدينة التل شمال دمشق، تحت مُسمى “كتائب البعث” التي بدأ تشكيلها في معظم المدن والبلدات السورية كقوى رديفة لجيش النظام تتبع للحزب بشكل مباشر.
وبدأت كتائب البعث بتطويع الشبّاب مطلع العام الجاري، حيث وصل عدد المتطوعين فيها إلى 100 شخص تقريباً، وفقاً لمصادر داخل الميليشيا.
وجاء إعلان تشكيل الكتائب من قبل حزب البعث، تحت مسمّى الكتيبة السادسة، لتكون مسؤولة فقط عن الخدمات المدينة، فكان عملها الأول في الإشراف على توزيع مادة الغاز على المدنيين خلال فترة أزمة الغاز التي ضربت سوريا في شباط 2019.
وتسلّمت الميليشيا سلاح فردي وزي عسكري، وضمّت في صفوفها عناصر متخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، فيما عيّن حزب البعث “وائل رضا الأحمر” أحد أبرز المقربين من النظام في التل قيادياً لها.
وقال مصدر مقرّب من الميليشيا لـ صوت العاصمة، إن قيادة حزب البعث تنوي توسيع عملها في التل ليشمل التنسيق مع الأمن السياسي بتنظيم الوضع الأمني في المدينة ونشر الحواجز الثابتة والمؤقتة فيها، والمشاركة في عمليات الاعتقال والمداهمات بحق مطلوبين للنظام السوري.
وقال المصدر إن خطة ميليشيا كتائب البعث، تأتي برغبة حزبيين من أبناء المدينة بإزاحة الأمن السياسي وإبعاده عن المنطقة، وتسليمها لشبان من أبناءها دون تدخل أي فرع أمني فيها.
وقال المصدر إن رجال أعمال من أبناء التل، يقيمون في دول الخليج العربي، تعهدوا بتقديم الدعم المادي للميليشيا للمساهمة في توسيعها بهدف السيطرة على التل وإقناع القيادة بأنه ليس هناك حاجة لوجود أي جهة أمنية في التل ومحيطها.
وتوقّع المصدر أن تكون هذه الميليشيا أقوى من الأمن السياسي، نظراً لكونها محلية ولن تستقطب غُرباء عن المدينة، مع سعي كبار قيادات الحزب في التل لتمكين الميليشيا بهدف طرد الأمن السياسي خارج المدينة.
وبسط جهاز الأمن السياسي التابع لمخابرات نظام الأسد سيطرته الكاملة على مدينة التل ومحيطها القريب في آب 2018، بعد صراع على السلطة مع عدة ميليشيات أبرزها درع القلمون والدفاع الوطني وميليشيات تابعة للحرس الجمهوري، انتهت بفرض الأمن السياسي سيطرته أمنياً وعسكرياً بدعم من جهاز الأمن الجنائي على المدينة، وإصدار سلسلة من القرارات تُنهي وجود أي ميليشيا داخل التل.