بحث
بحث
انترنت

إيران نقلت أسلحة جديدة إلى سوريا ضمن شحنات المساعدات الإنسانية

ضابط في جيش النظام “الزلزال خلق الظروف المناسبة وحالة الفوضى سمحت للطائرات الإيرانية بالهبوط بسهولة”.

كشفت مصادر غربية وإسرائيلية وسورية وإيرانية أنّ إيران استغلت كارثة الزلزال في سوريا ونقلت أسلحة جديدة ومعدات عسكرية إلى سوريا ضمن نشاطها الإغاثي الذي قامت به خلال الشهرين الماضيين، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز الأربعاء 12 نيسان الجاري.

ونقلت الوكالة عن تسعة مصادر على الأقل أن الهدف من نقل الأسلحة الإيرانية هو “دعم دفاعات إيران ضد إسرائيل في سوريا، وتقوية رئيس النظام السوري بشار الأسد”.

وقالت المصادر إنه بعد زلزال 6 شباط الماضي، الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا، في شمالي سوريا وتركيا، بدأت مئات الرحلات الجوية من طهران في الهبوط في مطارات حلب ودمشق واللاذقية بجلب الإمدادات، واستمر ذلك لمدة سبعة أسابيع.

بينما ذكر مصدران إقليميان ومصدر استخباراتي غربي في تقرير لوكالة رويترز، أن الإمدادات تضمنت معدات اتصالات متقدمة وبطاريات رادار وقطع غيار مطلوبة لتحديث مزمع لنظام الدفاع الجوي الخاص بالنظام السوري المقدم من طهران.

واستندت معلومات التقرير إلى ما تحدث به مسؤولان استخباراتيان غربيان ومصادر مقربة من القيادتين الإيرانية والإسرائيلية، وكذلك منشق عسكري سوري، وضابط سوري عامل في الرحلات الجوية.

ونفى مبعوث إيران إلى الأمم المتحدة تلك المعلومات، وقالت “هذا ليس صحيحاً”، بينما لم ترد الحكومة السورية على طلب للتعليق، وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية علمت بتدفق الأسلحة إلى سوريا، وشنت حملة شرسة للتصدي لذلك.

ونقلت الوكالة عن مصدر إسرائيلي أنّ معظم الشحنات وصلت إلى مطار حلب الدولي وعملت الوحدة “18000” التابعة لفيلق القدس الإيرانية على استلامها ونقلها، في حين كانت تتم عمليات نقل الأسلحة براً عبر الأراضي العراقية بواسطة الوحدة “190”.

وعلّق رئيس الأبحاث السابق في الجيش الإسرائيلي “يوسي كوبرفاسر” أنّ سلاح الجو الإسرائيلي استهدف جزءاً من الشحنات العسكرية الإيرانية ودمرها بناء على تقارير استخباراتية محددة ودقيقة للغاية، حسب تعبيره.

ووفقاً للتقرير فإنّ الضربات الأخيرة على مطار حلب الدولي جاءت بعد ساعات من هبوط طائرتي شحن إيرانيتين حملت معدات عسكرية جديدة نُقلت تحت ستار المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال.

ونقلت رويترز عن ضابط في جيش النظام السوري لم يذكر اسمه أن الإسرائيليين “يكثفون ضرباتهم لهزيمة إيران في سوريا، لعلمهم أن شيئًا ما يجري تطويره بسرعة”.

وأضاف الضابط “الزلزال خلق الظروف المناسبة وحالة الفوضى سمحت للطائرات الإيرانية بالهبوط بسهولة”.

واكّد مصدر إقليمي للوكالة في تقريرها إن “إسرائيل قصفت محطة رادار تُستخدم للطائرات المسيرة”، مضيفاً أن إيران نقلت كميات ضخمة من الذخيرة وجرى تخزينها كبديل عن تلك التي قصفتها إسرائيل في وقت سابق.

وقال العقيد المنشق عن النظام السوري “عبد الجبار العكيدي إنّ الضربات الإسرائيلية استهدفت أيضًا اجتماعًا لقادة الميليشيات الإيرانية وشحنات رقائق إلكترونية لتحديث أنظمة الأسلحة، ولم يذكر العكيدي مكان الاجتماع.

وصرّح ضابط استخبارات إسرائيلي عقب وقوع الزلزال بنحو أسبوعين بأن إيران استغلت مآسي من هذا النوع في الماضي لنقل أسلحة، وتحاول تكرار هذا الأمر في المأساة السورية، لافتاً إلى إنّ بلاده لن تتردد في ضرب شحنات إيرانية تهدد أمنها.

وصرّح مساعد وزير الدفاع الإيراني “حمزة قلندري” أنّ بلاده تعتبر نفسها ملزمة بتعزيز قدرات الدفاع الجوي السوري في مواجهة الهجمات الإسرائيلية

وأضاف قلندري أن الدفاعات الإيرانية التي وصلت لسوريا مؤخراً أسهمت في صد القدر الأكبر من الغارات الإسرائيلية

ونفذّت إسرائيل عقب أسبوعين من وقوع الزلزال استهدفت غارات جوية مقراً سرياً في حي كفوسوسة وسط العاصمة دمشق يستخدمه الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به لعقد اجتماعات.

وتعرض مطار حلب الدولي للقصف في 7 و22 آذار الفائت للقصف بعدة صواريخ إسرائيلية عقب رصد هبوط طائرات إيرانية متورطة بنقل أسلحة لصالح الحرس الثوري.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ الغارات التي استهدفت مركز البحوث العلمية في منطقة مصياف في 12 من آذار الفائت تمت بعد تتبع شحنة أسلحة ومعدات عسكرية إيرانية وصلت إلى مطار حلب وتم نقلها إلى الساحل السوري.

ونفّذت الطائرات الحربية في 30 آذار عدة غارات جوية في محيط العاصمة دمشق، إحداها بالقرب من المتحلق الجنوبي أدت لمقتل مستشار عسكري إيراني كان في طريقه للمربع الأمني في كفرسوسة.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية في 31 آذار منظومات دفاع جوي إيرانية وصلت حديثاً إلى محيط العاصمة دمشق وبالقرب من مطار دمشق الدولي وفي مواقع عسكرية في محافظة السويداء.