كشفت تقارير استخباراتية عن عمل شركة “أجنحة الشام” السورية للنقل الجوي، في تهريب البشر والمهاجرين الغير شرعيين من بنغلاديش إلى مطار بنغازي في ليبيا ومنها إلى أوروبا، بحسب تحقيق نشرته صحيفة مالطا توداي.
واستشهدت الصحيفة بتقارير تشمل على معلومات استخباراتية ذكرت فيها إنّ “جماعات إجرامية تفرض على كل مهاجر مبلغاً وقدره 1500 يورو مقابل نقله بين دمشق إلى بنغازي في ليبيا، عبر الاستعانة بشركة سورية وهي أجنحة الشام للطيران”.
وأضافت الصحيفة أنّ الشبكات تفرض عليهم أيضاً رسوماً إدارية تعادل 500 يورو، ولعل ذلك هو الربح الذي تحصله الشبكات من كل شخص يجري تهريبه، حيث يحصل المهاجرون على بطاقات للطيران في المطار لا يمكنهم شراؤها إلا نقداً من قبل وكالة سفر معينة، ونوّهت المعلومات الاستخباراتية إلى أن المهربين يأخذون من المهاجرين جوازات سفرهم لينفذوا حجوزات بالنيابة عنهم.
وانقلب أحد القوارب التي تحمل مهاجرين في 12 آذار الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية على بعد 177 كلم من بنغازي، وكان على متنه 47 شخصاً.
وفي تلك الحادثة، فُقد 30 شخصاً، وأنقذ خفر السواحل الإيطالي 17 آخرين بعد محاولة أولية فاشلة لإنقاذهم قامت بها سفينة تجارية إلا أن سوء الأحوال الجوية لم يسعفها في ذلك.
وقالت الصحيفة إنّ الحادثة دفعت وزير الداخلية في مالطا لطرح المشكلة أمام البرلمان بعد مرور ثلاثة أيام على وقوعها، حيث جاء فيها: “تحدث الوزير عن رحلات جوية لشركة أجنحة الشام من دون أن يدلي بتفاصيل كثيرة، كما أبلغ الوزارة بأن مالطا راسلت المفوضية الأوروبية لتتخذ إجراء ضد تلك هذه الشركة كونها تسهل عمليات تهريب البشر، إذ تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن مواطنين سوريين استعانوا بتلك الرحلات الجوية حتى يسافروا إلى بنغازي، على الرغم من أن المواطنين السوريين والبنغاليين يتم تهريبهم كل على حدة”.
وذكرت مصادر مطلعة على شبكة التهريب بأن المهاجرين البنغاليين والسوريين بمجرد وصولهم إلى ليبيا يتعين عليهم دفع أجور أعلى مما يدفعها غيرهم من حملة جنسيات أخرى، إذ يقول أحدهم: “إنها جماعات إجرامية كبيرة تفضل المهاجرين السوريين والبنغاليين على بقية الجنسيات حتى تنقلهم إلى ليبيا”.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة فإن تلك المعلومات وردت ضمن بيانات استخباراتية جمعتها منظمة فرونتيكس كما تقوم الشرطة في كل من إيطاليا ومالطا بالتحقيق مع المهاجرين الذين تم إنقاذهم لتستخلص معلومات حول تلك العمليات، وقد تم تقديم تقرير حول كل تلك التفاصيل المتعلقة بشبكة التهريب للمفوضية الأوروبية بحيث تسنى لسائر وزراء الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي الاطلاع عليه خلال السنة الماضية”.
“أجنحة الشام” على قائمة العقوبات الأميركية
ولفتت الصحيفة إلى أن “أجنحة الشام” وهي شركة طيران خاصة، أُسست في العام 2007، وتعد أول شركة سورية خاصة تعمل في مجال الطيران، وتعود ملكيتها لـ “مجموعة شموط التجارية”، وتوقفت عن العمل بسبب العقوبات الاقتصادية في العام 2012، لكنها عاودت نشاطها في أيلول 2014، حيث اعتمدت حينذاك كـ “ناقل وطني سوري”، إلا أن تورّطها في نقل عناصر روسية وإيرانية للقتال في سوريا، دفع الإدارة الأميركية لإدراجها على قائمة العقوبات في العام 2016 مرة أخرى.
“أجنحة الشام” ونقل “مرتزقة” الروس والنظام إلى ليبيا
ورصدت تقارير سابقة نشاطات لشركة “أجنحة الشام” في عمليات نقل المقاتلين المرتزقة من مناطق سيطرة النظام في سوريا، إلى ليبيا للقتال مع ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأعلن المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، التابعة للجيش الليبي، أنه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول من العام الماضي وحتى الأول من أيار من العام نفسه رصد 67 رحلة لطيران شركة “أجنحة الشام” السورية، التي تنقل المقاتلين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا للقتال مع ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ورفع الاتحاد الأوروبي في تموز 2022 شركة “أجنحة الشام” للطيران من قائمة العقوبات، التي فرضت عليها عام 2021 لنقلها طالبي لجوء إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا.
ونشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد شطب شركة “أجنحة الشام” السورية من قائمة العقوبات التي فرضت في 2021.
وتعرض مطار دمشق الدولي منتصف ليل الثلاثاء 4 نيسان لقصف إسرائيلي، بعد دقائق قليلة من مغادرة طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام باتجاه الإمارات العربية