علّقت شركة “أجنحة الشام” للطيران، المملوكة لـ “رامي مخلوف” ابن خال “بشار الأسد”، رحلاتها الجوية من وإلى إيران حتى إشعار آخر، “تجنباً لانتقال أي عدوى محتملة من فيروس كورونا”.
وقالت الشركة في بيانٍ، السبت 29 شباط، إنها “بدأت منذ بداية انتشار فيروس كورونا عالمياً وفي بعض الدول المجاورة بتطبيق الإجراءات الصحية الاحترازية وتنفيذ تعليمات وتوصيات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السورية”، مشيرةً إلى أنها تقوم ” بإجراء فحص لكل مسافر على متن رحلاتها قبل صعوده إلى الطائرة إضافة إلى توزيع كمامات وقفازات طبية خاصة على عناصر الضيافة الجوية لديها لمنع انتقال أي عدوى ممكنة”.
يأتي ذلك بعد خمسة أيام من تصريح مدير عام “المؤسسة العامة للطيران المدني” التابعة للنظام، الذي شدد فيه على أنه “لا داعي” لتعليق الرحلات الجوية بين سوريا وإيران، التي انتشر فيها فيروس “كورونا” مؤخراً، كون المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، “تتخذ تدابيراً احترازية” في المطارات، عبر فحص جميع المسافرين.
ونقلت “قناة العالم” الإيرانية حينها، عن مدير المؤسسة “باسم منصور” قوله إنه “لم يتم حتى” بحث قضية تعليق الرحلات مع إيران، حيث تم تقديم تسهيلات للمراكز الصحية، لفحص جميع القادمين من خارج سوريا “بدقة”، مشيراً إلى أنه “لم تسجل أي حالة إصابة بين القادمين، وفي حال الاشتباه بأي حالة، سيتم نقلها مباشرةً إلى مستشفى ابن النفيس”.
وعلّقت العديد من الدول رحلاتها الجوية والبرية مع إيران خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أوقفت الكويت رحلاتها الجوية، وأغلقت الموانئ في وجه السفن الإيرانية، في حين حظرت العراق دخول المواطنين الإيرانيين عبر المعابر الحدودية، وعلّقت رحلاتها الجوية إلى إيران من مطاري بغداد والنجف، لتتبعها تركيا وباكستان وأرمينيا والامارات وقطر.
وارتفع عدد الوفيات بفيروس “كورونا” في إيران، السبت 29 شباط، إلى 43 شخصاً، بينهم 9 توفوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما أصيب 593 آخرين، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية “كيانوش جهانبور”. وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن عدد وفيات أكبر بكثير، إذ قالت إن أعداد الضحايا تتراوح ما بين 200 – 300، فضلاً عن آلاف الإصابات.
من جانبه، أعلن مدير الهيئة العامة لمشفى المجتهد في دمشق “سامر خضر”، السبت 29 شباط، عن عدم وجود أي حالة مصابة بفيروس كورونا في المشفى، مشيراً إلى أنه في حال وجود أي إصابة “سيتم الإعلان عنها فوراً، لأنه لا يوجد أي مصلحة لأحد بالتعتيم على الإصابات لكونها أمراضا وبائية”. جاء ذلك بعد تداول مواقع إخبارية لمعلومات تفيد بوجود حالتين مصابتين بـ “الفيروس” في المشفى.
وذكر “خضر” أن رجلان سوريان “راجعا المشفى منذ يومين بشكوى ارتفاع حرارة وألم صدري، وذكرا أنهما خالطا صديقا لهما قادما من إيران مؤخرا، حيث تم إجراء التحاليل الطبية لهما، ومنها التحاليل المطلوبة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، وكانت النتيجة سلبية، وثبت إصابتهما بذات الرئة، وقدمت العلاجات الدوائية اللازمة لهما وتم تخريج أحدهما أمس، بينما يواصل الشخص الآخر العلاج بالمشفى”.
مصادر طبية مطلعة قالت لـ “صوت العاصمة” في وقت سابق، إن القدرات الطبية الموجودة في مشافي العاصمة دمشق، تقتصر على فرض الحجر الصحي على المشكوك بإصابتهم بالفيروس، ومنعهم من الاختلاط بالآخرين، مضيفةً أن مديريات الصحة تعتمد بشكل رئيسي على إرسال العينات لمنظمة الصحة العالمية، مشيرةً إلى أنها تستغرق مدة 14 يوماً لظهور النتيجة.
وأعربت المصادر عن قلقها حال انتشر الفايروس في البلاد، مؤكدةً تردي جودة المواد المستخدمة للوقاية ومنع العدوى، ولا سيما الكمامات التي لا تفي بالغرض، كونها لا تطابق المواصفات العالمية.