انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جمع بقايا الحطب وأغصان الأشجار اليابسة في دمشق وريفها بحثاً عن الدفء المفقود نتيجة الأزمة الاقتصادية التي ألقت بثقلها على سكان سوريا.
ونقل موقع أثر برس عن أمجد، الموظّف في إحدى بلديات ريف دمشق قوله إنّه اتخّذ من جمع الحطب مهنة ثالثة تضاف إلى وظيفته الأساسية وعمله الليلي على بسطة لبيع المشروبات الساخنة، حيث يقضي بين ثلاث وأربع ساعات يوميّاً في شوارع دمشق وحدائقها بحثاً عن قطع الخشب والعيدان وأغصان الأشجار اليابسة، لتوفير ما أمكنه من تكاليف التدفئة التي تصل إلى 10 آلاف يومياً على الأقل.
وقالت سيدة عرفت نفسها بـ”أم ياسمين”، إنّها تقصد مكبات النفايات بحثاً عن بقايا الخشب التالف لتحويله إلى وقود تشغّل فيه مدفأة ببيتها، مشيرةً إلى أنّ خجلها الذي يعتريها عند دخول المكبات يختفي حين تجد عشرات مثلها ينبشن القمامة بحثاً عما يباع، بعدما انتشرت ظاهرة “نبّاشات” القمامة في مكبات دمشق وريفها في الآونة الأخيرة، ليتشاركن المهنة مع الرجال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا.
وأضافت “أم ياسمين” إنّها تذهب أحياناً إلى مناطق البساتين على أطراف مدينة جرمانا أو طريق المطار، بحثاً عن الأغصان المرمية على الأرض، حيث تقوم بجمعها أياً كان حجمها أو سماكتها، فالعيدان الرفيعة يمكن استخدامها كحطب من خلال تحويلها لحزم صغيرة توضع في المدفأة تباعاَ، بحسب تعبيرها، وهو ما يوفّر عليها الكثير من المصاريف مع وصول سعر طن الحطب في بعض المناطق إلى 2 مليون ليرة سورية، ما يعادل آجار منزل لمدة عام كامل تقريباً.
وذكرت سيدة أخرى أنها تعمل يومياً على جمع الخشب والحطب وكل ما هو قابل للاشتعال، كسعف النخل وثمار الصنوبر والسرو البري التي يمكن أن تستخدم لتشغيل المدافئ، مضيفة أنّها تخصص يوم عمل كامل لجمع الحطب لمنزلها مقابل يومين تجمع فيهما بغرض البيع للجيران، مبينة أنّها تبيع ما بين 30 و40 كيلوغراماً من ثمار الصنوبر والسرو مقابل 500 ليرة سورية للكيلو بهدف تأمين دخل إضافي لأسرتها.
واعتبرت السيدة أنّ البحث عن بدائل صار ميزة في حياة السوري الذي يحاول جاهداً إيجاد البدائل لأي سلعة يرتفع ثمنها.
ونتيجة تردي الوضع المعيشي يعتمد سكان العاصمة دمشق في الفترة الحالية على بدائل للتدفئة لعدم توفر المازوت والكهرباء ولجأ بعضهم لإشعال الثياب القديمة والبلاستيك وحتى القمامة وآخرين استعانوا فقط بالأغطية لدرء البرد عن أطفالهم لأنهم لا يستطيعون أشغال المدافئ.
في حين لجأ أهالي الغوطة الشرقية لاستخدام الحطب بديلاً عن مواد التدفئة النفطية في ظل اشتداد أزمة المحروقات والكهرباء، وبلغ سعر كيلو حطب الزيتون الناشف 1800 ليرة سورية، وكيلو حطب الصنوبر بـ1300 ليرة، وكيلو حطب المشمش والأنقاض الخشبية بـ2200 ليرة.
ودفعت الأزمة الاقتصادية الخانقة عشرات النسوة للبحث في المسطحات العشبية وعلى أطراف الطرقات عن نباتات قابلة للاستهلاك البشري لتقديمها على موائد الطعام أو بيعها في الأسواق المحلية، للتخفيف من مصاريف الطعام وتوفير مبالغ تصل لعشرة آلاف ليرة يومياً.