بحث
بحث
امرأة تقطف نبات الخبيزة - صوت العاصمة

دمشق: نساء يبحثن في الحدائق والمسطحات الزراعية عن نباتات للمائدة

“الخبيزة والعكوب والقنبيرة” نباتات تنمو بشكل عشوائي كسبت ثقة الناس لانخفاض أسعارها واعتماد نموها على مصادر المياه النظيفة كمياه الأمطار

أصحبت المسطحات العشبية في محافظة دمشق في الآونة الأخيرة، مصدراً تقصده النساء التي تسكن في المناطق القريبة بحثاً عن النباتات التي يمكن إعدادها كوجبات طعام أو بيعها في الأسواق، بحسب مواقع محلية.

ونقل موقع أثر برس عن ربة الأسرة “أم منير” المقيمة في منطقة بستان الدود إحدى المناطق العشوائية في العاصمة دمشق أنها تتوجه إلى المتحلق الجنوبي لتبحث عن “الخبيزة” في الأراضي والمسطحات العشبية في المنطقة التي تعد بيئة مناسبة لنمو هذا النوع من النباتات.

وتضيف أم منير أنّ المناطق المحيطة بجسر طريق المطار وجسر الزاهرة هي من الأماكن المناسبة لنمو النباتات القابلة للطهي، وهي آمنة من احتمال وجود أمراض مثل الكوليرا لأن غالبيتها ينمو بشكر برّي بالاستفادة فقط من مياه الأمطار.

ولفتت أم منير أنّها لا تمتلك خبرة مسبقة في النباتات القابلة للطهي، لكنا استفادت من جارتها التي تنحدر من ريف مدينة دير الزور والتي عرّفتها على أصناف جديدة مثل نبات “العكوب” وهو نبتة ذات أوراق شوكية صغيرة، والنبتة الثانية هي “القنيبرة” التي يمكن طهوها بعدة طرق لتقدم مذاق لذيذاً.

ورصد الموقع عمل بعض النساء في قطف وتجميع النباتات المناسبة للمائدة وبيعها في الأسواق بأسعار زهيدة بعد أن لاقت هذه العشبيات رواجاً خصيصاً لدى الأسر محدودة الدخل.

وقالت “أم علي” التي تنحدر من ريف دمشق أنها تتجول على الحدائق الكبيرة في دمشق وريفها والمناطق التي تنمو فيها الأعشاب لتقوم بقطفها وتجميع كميات كبيرة منها بهدف بيعها والاستعانة بمردودها في مساعدة زوجها الذي يعمل كعامل تنظيفات.

وأوضحت أم علي أنّ هناك إقبال من الفقراء على هذا النوع من الغذاء لرخص ثمنه، فتمرير أربع إلى خمس وجبات خلال الشهر من هذه النباتات، سيوفر أرقام كبيرة على الأسر التي يتجاوز عددها 5 أفراد، مشيرة أنّ باقة “الخبيزة” يبلغ ثمتها فقط 500 ليرة سورية، والأسرة المتوسطة لن تحتاج لأكثر من أربع باقات.

وتعتبر “أم يوسف” إحدى بائعات النباتات في دمشق أنّ الري الطبيعي من مياه الأمطار هو ما يجعل الناس تثق بتناولها، إضافة لكونها تطهى بشكل كامل كبقية العشبيات المعروفة في المائدة السورية مثل “الملوخية، السبانخ، السلق” وغيرها.

ونفت أم يوسف أنّ تكون النباتات التي تبيعها قد تم قطافها من محيط قنوات الصرف الصحي، وأنّ مصدرها غالباً هو المسطحات العشبية الغير مستصلحة.

وحذرت وزارة الصحة من تفشي الكوليرا منتصف شهر أيلول من العام الفائت، ودعت المواطنين لضرورة أهمية اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة مثل غسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخضار بشكل جيد وطهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة وعدم تناول أي نباتات أو ورقيات مجهولة المصدر.

ومنعت مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق بموجب قرار رسمي أصحاب المطاعم وبائعي السندويش والعصير في المحافظة من تقديم جميع أنواع الخضروات الورقية على اعتبارها ناقلاً سريعاً للكوليرا، ما تسبب بتراجع الإقبال على الخضروات والنباتات الورقية في تلك الفترة بنسبة 30% وانخفاض أسعارها بمقدار النصف.

ونتيجة تردي الوضع الاقتصادي والتدهور المتسارع في قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار، فقد لجأت الكثير من النساء السوريات لخيارات صعبة تساعد في الحد من نفقات منازلهنّ في ظل تلك الأزمات، كإعادة تدوير الألبسة القديمة، وتجهيز مؤونة المنزل في فترات انخفاض سعر السلع تحديداً الخضروات.