أزالت استخبارات النظام، مطلع الأسبوع الجاري، أحد الحواجز الأمنية التابعة لها، على أطراف حي الميدان بالعاصمة دمشق.
وقال مراسل صوت العاصمة إن فرع “أمن الدولة” سحب عناصره من الحاجز الواقع على أطراف الميدان من جهة “المتحلق ال جنوبي”، في الجهة المقابلة لمبنى إدارة “أمن الدولة” خلف مسجد “الحسن”.
وأضاف المراسل أن عملية الانسحاب شملت العناصر فقط، مشيراً إلى أن الغرف مسبقة الصنع والفواصل الإسمنتية لا تزال موجودة في منطقة الحاجز.
وبيّن المراسل أن انسحاب عناصر الحاجز جاء بناء على مطالب قُدّمت لفرع “أمن الدولة”، موضحاً أن قرار الإزالة لم يتضح إن كان مؤقتاً أم بشكل نهائي.
100 مليون ليرة لإزالة الحاجز!
كشفت مصادر أمنية لـ “صوت العاصمة” في وقت سابق، عن تقدم عدد من رجال الأعمال بطلب إلى إدارة أمن الدولة، لإزالة الحاجز الأمني، تمهيداً لافتتاح “مول تجاري” في المنطقة المجاورة له.
وأوضحت المصادر أن عضو مجلس الشعب “بلال النعال” تدخل كوسيط بين رجال الأعمال وإدارة أمن الدولة حينها، لافتة إلى أنه شريك بملكية “المول التجاري” مع عدّة رجال أعمال أبرزهم من عائلة “كريّم” الرائجة بتشييد المجمعات التجارية.
وأكّدت المصادر أن رجال الأعمال عرضوا تقديم مبلغ “100 مليون” ليرة سورية لإدارة أمن الدولة، مقابل إزالة الحاجز وتغيير موقعه، معتبرين أن وجوده سيبعد الزبائن عن المول، لتجنب المرور عبر الحاجز.
عرض مرفوض.. عائدات أكبر من المبلغ:
رفضت إدارة أمن الدولة العرض المقدّم من رجال الأعمال وعضو مجلس الشعب “بلال النعال”، رغم تدخل عدد من المتصرفين لدى النظام على خط الوساطة.
وبيّنت مصادر صوت العاصمة أن رجال الأعمال رفعوا المبلغ المعروض لإزالة الحاجز، ليبلغ 50 ألف دولار أمريكي، إلا أن إدارة أمن الدولة استمرت في رفض العرض حينها.
ورجّحت المصادر أن يكون المبلغ الذي تقدّم به رجال الأعمال صغير نسبياً، مقارنة بعائدات الحاجز الشهرية على إدارة الفرع، من إتاوات تُفرض على السيارات المحملة بالبضائع التجارية، وصولاً لعمليات الابتزاز التي يتعرض لها المدنيين خلال مروهم.
تجربة ناجحة بإزالة الحواجز الأمنية:
عرض رجال الأعمال على إدارة أمن الدولة لإزالة الحاجز الأمني، ليس الأول من نوعه بالعاصمة دمشق، حيث خاضت عائلة “كريّم” تجربة سابقة لتغيير موقع حاجز “تاون سنتر” الواقع على أوتوستراد دمشق- صحنايا، في الطريق العائد نحو دمشق، ونجحت بالتوصل لاتفاق يقضي بذلك.
وقالت مصادر صوت العاصمة حينها، إن مطالبة عائلة “كريّم” بتغيير موقع الحاجز جاءت بعد انتهاء العمليات العسكرية في محيط المنطقة وعودة الحركة التجارية للمول إلى ما كانت عليه.
وبحسب المصادر فإن العائلة دفعت مبلغ قدره 20 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 45 ألف دولار أمريكي حينها، مقابل تغيير موقع حاجز تاون سنتر.
ويُعتبر حاجز أمن الدولة المزال، واحداً من أبرز الحواجز العسكرية بدمشق، وأقيم منتصف عام 2018 على بعد نحو 500 متراً عن مبنى إدارة أمن الدولة وفرع المعلومات، كما زوّد بغرف مسبقة الصنع لإجراء الفيش الأمني وأجهزة لكشف المتفجرات، ومقرات لإقامة العناصر، وغرفة لإيقاف المعتقلين ريثما يتم نقلهم إلى الفروع الأمنية.
وتسبب الحاجز باعتقال عشرات الشبّان خلال الأعوام الماضية، جلّهم من المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وعُرف حتى اليوم، بإجراء الفيش الأمني للمارة، بدون استثناء، الأمر الذي يدفع الكثيرين التجنب من المرور منه، واختيار طرقات أخرى للوصول إلى المنطقة المقصودة.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير