صوت العامة – خاص
تجري مفاوضات بين تنظيم داعش جنوب دمشق والجانب الروسي برعاية وفد المصالحة في حي العسالي لبحث آلية خروج آمن من المنطقة وتجنيبها العملية العسكرية المرتقبة التي يحضرها النظام للقضاء على التنظيم.
وبحسب مصادر خاصة لـ صوت العاصمة، فإن وفداً يترأسه “إيهاب السلطي” رئيس لجنة المصالحة في حي العسالي دخل يوم الجمعة 13 نيسان، إلى مناطق سيطرة التنظيم وعرض عليهم الخروج إلى منطقة لم يتم تحديدها.
وقال مراسلنا في مخيم اليرموك أن الاجتماع ضمّ أبرز قيادات التنظيم قد استمر لأكثر من أربع ساعات قبل خروج الوفد المفاوض عن النظام والروس إلى دمشق مُجدداً.
ويأتي دخول وفد المُصالحة وعرض الخروج على تنظيم داعش بعد أيام على خروج أحد أمنيي التنظيم والمدعو “أبو خالد الأمني” برفقة عدد من العناصر إلى ريف حمص للالتقاء بقيادات التنظيم المتمركزة في تلك المنطقة.
خروج “أبو خالد” كان بتنسيق مُباشر مع مخابرات النظام، وحسب المعلومات الواردة فإن خروجه جاء لاستطلاع الطريق والحديث مع قيادات التنظيم في ريف حمص حول إمكانية استقبالهم.
ولم يتوصل الطرفان حتى اللحظة لأي نتيجة بعد جولة المفاوضات التي جرت الجمعة الماضية، وسط تكتم كبير من التنظيم على موضوع المفاوضات أمام عناصره وعامة الناس المُقيمة في مناطق سيطرته.
وكان الجانب الروسي قد هدد تنظيم داعش بعد منع الأخير وفداً يضم ضباط روس من دخول مناطق سيطرته عبر معبر (القدم- عسالي) بعمل عسكري ضخم يستهدف مناطقه.
وتزامناً مع المُفاوضات الجارية مع التنظيم، يحشد النظام والروس قواتهم العسكرية في محيط مناطق سيطرة تنظيم داعش جنوب دمشق.
وتنتشر قوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة في بلدة حجيرة القريبة من حي الحجر الأسود على خطوط التماس مع التنظيم، بينما تنتشر ميليشيا الدفاع الوطني على جبهات التضامن، وتنتشر قوات الحرس الجمهوري وميليشيات أخرى على محاور مخيم اليرموك، فيما يُشارك لواء القدس من جهة مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.
وتناقلت وسائل إعلامية معلومات عن وصول مجموعات تابعة لـ “قوات النمر” التي يقودها العميد المقرب من الروس “سهيل الحسن” إلى محيط مخيم اليرموك، ولم يتنسى لنا التحقق من صحة تلك المعلومات المتداولة. إعلام النظام يقول أن المعركة ضد تنظيم داعش قد اقتربت كثيراً.
وينوي الروس إنهاء ملف الجنوب الدمشقي كاملاً لتأمين محيط العاصمة بأقل الخسائر عبر عروض قدمها للخروج لهيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة سابقاً، والآن قدم عرضاً مثيلاً لتنظيم داعش، فيما تعترض فصائل المعارضة على الخروج قبل إنهاء ملف التنظيم بالكامل.
وبدأ النظام في اليومين الأخيرين مناورات عسكرية على جبهات التنظيم عبر تمشيط الأحياء الخاضعة لسيطرة الأخير بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة واستهداف تلك المناطق بالهاون والصواريخ محلية الصنع.
ورد التنظيم على القصف الذي طال مناطقه بقصف مماثل بقذائف الهاون استهدف محيط حي الزاهرة وجامع الماجد وحي التضامن.
ويتحضر التنظيم بدوره لتلك المعركة المرتقبة عبر رفع السواتر الترابية وتجهيز عدد كبير من المفخخات وتصنيع الرصاص والهاون والصواريخ محلية الصنع ونشر قناصين وإخلاء مقراتهم إلى مناطق جديدة خوفاً من الاستهداف الجوي.