بحث
بحث
ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في دمشق.. أوضاع معيشية صعبة أم استهتار؟
مشفى ابن النفيس في دمشق - صوت العاصمة

ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في دمشق.. أوضاع معيشية صعبة أم استهتار؟

هالفيروس أرحم من هالعيشة بالبلد!

“شو بدي عدلكن؟ المواصلات، المدارس، أم طوابير الخبز؟ ولا…، بتعرفوا شو؟ هالفيروس أرحم من العيشة بالبلد!”.

كلمات علّق بها أحد قاطني العاصمة دمشق، على منشور في إحدى الشبكات الإخبارية يستعرض الواقع الطبي المتردي، وارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في مشافي دمشق، لا سيما في مشفى ابن النفيس، أرجع فيه القائمون على الشبكة سبب ارتفاع الإصابات للاستهتار وقلة وعي الأهالي.

نشر أحد مراكز الأبحاث الطبية، أطلق على نفسه اسم “منصة الصحة السورية” عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أمس الجمعة 6 تشرين الثاني، منشوراً قال فيه إن مشفى “ابن النفيس” بدمشق يفيض بالمصابين بفيروس كورونا.

وقالت المنصة إن ازدياد أعداد المصابين المراجعين للإسعاف في مشفى ابن النفيس بات واضحاً، مؤكداً أن سوريا دخلت رسمياً في الموجة الثانية لانتشار الوباء، التي تكون أشد من الموجة الأولى، مرجعةً ذلك لأبحاث في علم الفيروسات.

وأضافت المنصة أن غرف العناية المركّزة في مشفى ابن النفيس ممتلئة بالمصابين بالفيروس، مشيرةً إلى أن إدارة المشفى علّقت استقبال الحالات التي تحتاج للعناية القلبية، وأنها خصّصت جميع الأقسام لمصابي كورونا، في محاولة منها لاستيعاب الأعداد المرتفعة.

وأرجعت المنصة ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس لاستهتار الأهالي في التعامل مع الوباء، وعدم الالتزام بالتعليمات الوقائية، داعيةً الأهالي بالالتزام بارتداء الكمامات والابتعاد عن التجمعات.

إحدى المتابعات أيّدت أسباب ارتفاع حالات الإصابة التي نشرتها المنصة عبر تعليق لها قالت فيه: “قلة الوعي رح توصلنا لكارثة محتومة.. التجمعات بأعداد هائلة، والازدحام في كل مكان، وعدم استعمال عوامل الوقاية”، متسائلة: “لوين رايحين؟”.

متابع آخر رفض اتهام الأهالي بقلة الوعي، قائلاً: “يلي صار بالشعب مو قلة وعي أبداً، وإنما قلة أكل صحي، قلة مصاري، قلة مواصلات، قلة مستلزمات صحية، وقلة وسائل التدفئة.. باختصار قلة وسائل العيش والحياة”.

وصوّر أحد المتابعين العوامل التي دفعت الأهالي للتجمعات والازدحام عبر تعليق قال فيه: “نرجو عدم تداول جملة استهتار واضح من المرض.. لا يوجد مواصلات كافية، فتشاهد صعود 40 راكباً في النقل الداخلي بدلاً من 20.. عندما ترى أشخاص يستولون على حقك في دور الخبز ستضطر أن تحارب من أجل مخصصاتك “الذليلة”، وعندما تشتري علبة معقم 50 ملم بـ ألف ليرة، ولا تكفي يوماً واحداً، وكمامة بـ 500 ليرة، فماذا سيبقى لأطفالك كي تطعمهم؟”.

وأعرب آخر عن الاستياء من الأوضاع المعيشية المتردية، والأزمات المتكررة في البلاد، عبر تعليق قال فيه: “عنجد المضحك المبكي.. شو بدي عدلكن؟ المواصلات، المدارس، أم طوابير الخبز؟ ولا…، بتعرفوا شو؟ هالفيروس أرحم من العيشة بالبلد”.

وشهدت المشافي الحكومية في العاصمة دمشق، منتصف تشرين الأول الفائت، ارتفاعاً بأعداد المراجعين، بهدف إجراء المسحات الطبية الخاصة بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، بعد ظهور أعراض الإصابة عليهم، حيث ارتفعت أعداد المراجعين إلى مشفى المواساة بدمشق بنسبة 25% خلال الأسبوع الفائت.

معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، “عاطف الطويل”،حذّر مطلع الشهر الجاري، من موجة جديدة لانتشار كورونا تكون أعنف من الأولى، مرجعاً السبب الأساسي في ارتفاع الأعداد خلال فصل الشتاء للتجمّع في أماكن مغلقة، بالإضافة إلى تشابه أعراض كورونا مع أعراض الانفلونزا، إضافة لتخفيف الإجراءات الاحترازية، ما يجعل احتمالية ارتفاع أعداد الضحايا أكبر.

وجاءت تحذيرات الطويل، بعد أيام على تصريح لرئيس برنامج التثقيف الصحي في مديرية صحة دمشق “وائل الدغلي”، توقع خلاله وقوع موجة جديدة  من الإصابات بفيروس كورونا خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول.

وكان عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا، الدكتور “نبوغ العوا”، قد حذّر من موجة شتوية لانتشار كورونا في البلاد، قائلاً: “الذروة القادمة من الإصابات، قد تفاجئنا بأعراض شديدة أو متنوعة”، داعياً كل من يشتبه بإصابته بالفيروس لمراجعة المستشفيات على الفور.

الكاتب: فريق التحرير