لا تزال المعابر غير الشرعية بين الأراضي السورية واللبنانية قيد العمل حتى اليوم، ولا سيما المعابر التي تم افتتاحها خلال السنوات القليلة الماضية في جرود القلمون الغربي، بإشراف مباشر من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني.
ميليشيا حزب الله تعتمد بشكل رئيسي على المعابر غير الشرعية الواصلة بين سهل البقاع اللبناني، وجرود القلمون الغربي في ريف دمشق، في عمليات التهريب المتواصلة منذ سنوات، دون أي انقطاع أو تغيير في سياستها، رغم إعادة فتح ملف التجاوزات في تلك المعابر من قبل الجانب اللبناني خلال الأيام الماضية.
الحبوب المخدرة والحشيش، من أبرز الشحنات التي تم تهريبها من الأراضي اللبنانية إلى سوريا برعاية ميليشيا حزب الله، في حين اعتمدت تهريب البشر بالطريق المعاكس، من المعابر ذاتها.
طرق رئيسية للتهريب:
أربعة طرق رئيسية تصل الحدود بين البلدين من جهة القلمون الغربي، تعتمدها ميليشيا حزب الله في عملياتها، إضافة لوجود معابر أخرى في المنطقة ذاتها، لكنها أقل نشاطاً منها.
طريق رنكوس: أحد الطرق التي يعتمدها حزب الله بشكل رئيسي في تهريب شحناته، يبدأ من بلدات سهل البقاع اللبناني القريب من الحدود السورية، والذي يُعد من أبرز المناطق الحاضنة لميليشيا حزب الله، ومنها إلى مزرعة الدرة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة.
طريق الطفيل وعسال الورد: يبدأ الطريق من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع اللبناني، ومنها إلى منطقة “المبحص” حيث أقامت ميليشيا حزب الله معبراً غير شرعي فيها، وقامت بتعبيده مؤخراً، ومن المعبر إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، ثم إلى عسال الورد.
طريق فليطة: يمر من قرى البقاع اللبناني، ومنها إلى فليطة من جرود المنطقة، بالقرب من منطقة الثلاجات.
طريق قارة: يبدأ من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان، وهو معبر رسمي، اتخذ منه حزب الله اللبناني، معبراً لتهريب بعض شحناته، يمر عبر جرود قارة عند منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة.
آلية التهريب:
عبر رصد الشحنات القادمة من لبنان إلى سوريا عبر المعابر المذكورة، تبيَّن أن ميليشيا حزب الله اللبناني تعتمد في عمليات التهريب بين الأراضي اللبنانية والسورية، على سيارات شحن نوع “براد” مغلقة، ترافقها سيارات تابعة للحزب كمرافقة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، ثم تتولى المخابرات الجوية مسؤولية حماية الشحنات داخل الأراضي السورية في معظم الأحيان، لنقلها من القلمون إلى المناطق الأخرى في دمشق ومحيطها.
مندوبو التصريف:
تتمركز فيمختلف مناطق القلمون الغربيمجموعات وتجار متعاونين من الحزب لتصريف البضائع وشحنات الحشيش المهربة من لبنان إلى سوريا، وهي في الغالب أشبه بالميليشيات العائلية، حيث تشكل كل عائلة مجموعة مسلحة من أبنائها يتولون تلك المهمة.
في رنكوس، تتولى مجموعة من عائلة “سوسق” مهمة تصريف البضائع التي تدخل البلدة عبر جرودها، وفي قرية طفيل، يتولى المدعو “حسن دقو” برفقة مجموعة يقودها معظم عناصرها من أبناء عائلته، مهمة نقل المواد المهربة إلى الأراضي السورية.
“فؤاد قطيمش” أحد أبناء بلدة عسال الورد، يتولى مسؤولية نقل الشحنات إلى بلدة عسال الورد والبلدات المجاورة، برفقة مجموعة تابعة له أيضاً، وفي بلدة فليطة يتولى شخص من عائلة نقرش تلك المهمة، وفي يبرود المدعو “سعد زقزق”.
إلى جانب هذه المجموعات، تساهم ميليشيا الدفاع الوطني في عملية حماية شحنات التهريب وتصريفها، علماً أن بعض عناصر المجموعات المذكورة أعلاه تتبع للميليشيا ذاتها إلى جانب عمليها في الميليشيا العائلية.
تهريب عكسي:
نشطت خلال الفترة الأخيرة، عمليات تهريب من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، اعتمدها عدد كبير من السوريين للعودة إلى أراضيهم، عبر معابر غير شرعية على الحدود مع محافظتي ريف دمشق وحمص، لترتفع كلفتها بشكل متسارع وتتجاوز الـ “مليون ونصف” ليرة سورية للشخص الواحد، حيث يعمل مهربون لبنانيون وآخرون سوريون على نقل السوريين من لبنان إلى الأراضي السورية، عبر 18 معبراً غير شرعي على الحدود مع ريف دمشق وحمص، مقابل مبالغ تتراوح بين 700 إلى 1200 دولار أمريكي للشخص الواحد، بحسب نقطة الانطلاق.
عمليات التهريب من الجانب اللبناني، تتم في معظمها بالتعاون مع حرس الحدود والأمن العام اللبناني، على أن يتم نقل الأشخاص إلى تخوم الشريط الحدودي مع سوريا، ليتولى مهمة نقلهم إلى ريف دمشق مهربين سوريين على تواصل مع مسؤولين في الجمارك السورية، بينهم عناصر تابعين لوزارة الداخلية، في حين يتولى عناصر تابعون للحزب القومي السوريون تابعون لميليشيا “كتائب البعث” مهمة نقل الأشخاص من المعابر الحدودية في حمص.
خلافات متكررة:
اندلعت العديد من الخلافات بين مجموعات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، وأخرى تابعة لميليشيا الدفاع الوطني، منذ مطلع العام الفائت، على خلفية تقاسم أرباح شحنات المخدرات التي يتم تهريبها عبر جرود المنطقة، بعضها لم يتعدى المشادات الكلامية، وأخرى وصلت للاشتباكات المسلحة، موقعة قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
اشتباكات دارت بين ميلشيا حزب الله اللبناني، ومجموعات تابعة لميليشيا الدفاع الوطني، مطلع العام الجاري، بالقرب من حاجز العقبة التابع لميليشيا الدفاع الوطني، والمتمركز بين بلدة فليطة وجرودها، قبل أن تمتد إلى أطراف البلدة والجرود الخاضعة لسيطرة حزب الله، واستمرت أكثر من ساعة ونصف استُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخرين تابعين لميليشيا الدفاع الوطني.
فريق صوت العاصمة وثّق اندلاع أربع اشتباكات متفرقة بين ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الدفاع الوطني في عدد من بلدات القلمون الغربي، خلال عام 2019، سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى، واستُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، على خلفية تقاسم أرباح شحنات المخدرات التي يتم تهريبها عبر جرود المنطقة.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير