أحمد عبيد – خاص صوت العاصمة
دارت اشتباكات متفرقة بين ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الدفاع الوطني في عدد من بلدات القلمون الغربي، منذ مطلع عام 2019، سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى، واستُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، على خلفية تقاسم أرباح شحنات المخدرات التي يتم تهريبها عبر جرود المنطقة.
وقُتل سبعة عناصر تابعين لميليشيا حزب الله اللبناني في بلدة فليطة بالقلمون الغربي، جراء اشتباكات دارت بينهم وبين آخرين تابعين لميليشيا الدفاع الوطني أواخر حزيران الفائت، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، عرف منهم القيادي في ميليشيا الحزب “حسن مرجعيون” وعدد من الجرحى بين الطرفين، كما أصيب القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني “أحمد راتب النقشي” مع اثنين من عناصره خلال الاشتباكات الدائرة، ونُقلوا إلى مشفى الباسل في يبرود لتلقي العلاج، بينما نُقل جرحى عناصر الحزب إلى مستشفيات داخل الأراضي اللبنانية.
اشتباكات أخرى متقطعة دارت بين مجموعات تابعة لميلشيا حزب الله اللبناني، وأخرى تابعة لميلشيا الدفاع الوطني، نهاية شهر تموز من العام 2019، في محيط بلدة قارة بالقلمون الغربي في جرود الشيخ علي، ووادي المال، ووادي مرطبية بسبب إقدام قياديي الحزب على تهريب مطلوبين للنظام عبر الجرود، مقابل مبالغ مالية طائلة تتراوح بين 3 آلاف إلى 4500 دولار أمريكي من الشخص الواحد، لإدخاله إلى داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، كما اندلعت اشتباكات أخر بين الميليشيات ذاتها منتصف الشهر الجاري، عقب خلاف نشب بينها على خلفية تقاسم أرباح صفقة مخدرات أدخلها عناصر الحزب عبر الجرود الخاضعة لسيطرته.
واندلعت اشتباكات مماثلة بين مليشيات حزب الله وميليشيا “سمير الرحال” التابعة لـ “الدفاع الوطني” في جرود بلدة قارة الحدودية في القلمون الغربي، مطلع أيلول الفائت، استُخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وتركزت في جرود الشيخ علي وجرود مرطبية، التي تصل الأراضي السورية باللبنانية، والتي تعتبر من أبرز الجرود التي تستخدم لتهريب المحروقات والمخدرات والبشر والأسلحة من وإلى سوريا.
وجاءت الاشتباكات إثر خلاف حصل بين قياديين في حزب الله وميليشيا الرحال، على أرباح صفقة مخدرات كانت في طريقها إلى سوريا عبر جرود بلدة فليطة الخاضعة لسيطرة حزب الله، لكن التوتر الذي كانت تشهده بلدة فليطة بين الطرفين حينها، دفع الحزب لإدخال الشحنة عبر جرود بلدة قارة.
قياديون في الدفاع الوطني طالبوا الحزب بنسبة من أرباح تلك الشحنة، فتطور الخلاف إلى اشتباك استمر لساعتين، استقدم فيها الحزب تعزيزات من بلدتي فليطة وجريجير الحدوديتين، علماً أن شحنة المخدرات التي اختلف عليها الطرفان، تبلغ قيمتها ثلاثة ملايين دولار، وكان من المُخطط ترويجها في اللاذقية وحمص، إلا أن حزب الله أوقف تلك الشحنة بعد الخلاف الدائر، على أن يتم تغيير طريقة دخولها نحو الأراضي السورية.
نهاية الشهر ذاته، تجددت الاشتباكات بين الميليشيات عينها إثر خلاف نشب بين عائلة “النقشي” متزعمة الدفاع الوطني في المنطقة، وقياديين في حزب الله، على خلفية مطالبة قيادي من العائلة المذكورة بنسبة أرباح أعلى من التي تتقاضاها الميليشيا من الحزب لقاء الشحنات المهربة.
ورفعت ميليشيا الدفاع الوطني جاهزية مقاتليها فور اندلاع الاشتباكات، معلنةً الاستنفار الكامل، بالتزامن مع نشر عناصرها على مداخل بلدة فليطة، مدعومين برشاشات ثقيلة ومتوسطة، ما أجبر حزب الله على إيقاف شحنته التي كان من المقرر نقلها إلى محافظتي حمص واللاذقية، والتي تبلغ قيمتها حوالي ملايين ولار أمريكي، في منطقة “القصيرة”، وإبعادها عن أنظار الدفاع الوطني، واستقدام تعزيزات إلى جرود “شعبة القصيرة” على الحدود السورية اللبنانية، خوفاً من أي هجوم مباغت على مواقعه.