ارتفعت حدة الأصوات المطالبة بتوفير حياة كريمة للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، وايجاد حل لأزمة الازدحام على الأفران، تزامناً مع تباهي قوات الأسد بـ “الانتصارات” التي تحققها في ريفي حلب وإدلب.
جريدة “الشرق الأوسط” ذكرت أن عجوزاً في العقد السادس لم يستطع إخفاء غيظه، جرّاء فشله في الحصول على ربطتي خبز من أحد الأفران في ريف العاصمة الشمالي، بعد انتظاره لساعات، الذي قال بصوت عالٍ، رغم وجود عناصر من الأمن وسط طوابير المنتظرين بحجة تنظيم الدور: “ما يحصل هو إذلال للناس”.
وأضافت “الجريدة” أن أحد العناصر، الذي فهم أن العجوز يغمز إلى كميات خبز كبيرة يتم أخذها من خارج الدور، وتباع على الأرصفة بأضعاف مضاعفة عن سعرها الحكومي لصالح متنفذين من عناصر الأمن والميليشيات الموالية للحكومة، رد عليه بصوت مرتفع “كله بسبب العقوبات، لكن الانتصار الكبير قادم”.
العجوز ورغم حالة الخوف السائدة في أوساط الأهالي، رد على عنصر الأمن بالقول: “الانتصار يكون عندما أحصل على ربطة خبز وأنا محترم. الانتصار يكون عندما نشبع أكل”.
وعادت أزمة الازدحام الشديدة أمام الأفران للواجهة من جديد في دمشق وريفها، إذ شوهدت طوابير طويلة من الناس أمامها للحصول على مادة الخبز بالسعر الحكومي البالغ 50 ليرة للربطة الواحدة (8 أرغفة)، في حين تباع على الرصيف (السوق السوداء) بسعر ما بين 150 و200 ليرة.
رغم ذلك، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً جديداً، يقضي بمنع تشغيل المخابز التموينية الخاصة والاحتياطية ليلاً، حت اشعار آخر، حيث حددت بداية عمل كوادر المخابز عند الساعة الخامسة صباحاً، ليبدئ البيع عند الساعة السابعة، معتبرةً أن القرار سوف يمنع أي حالات للتلاعب وسرقة مادة الطحين، وأنه لن يكون له أي تأثير على المواطنين، بشكل أو بآخر.
وبينما ينتظر المواطنون تبريراً أو اعتذاراً من قبل الجهات المعنية، التي من المفترض أنها تتحمل كامل المسؤولية عن ساعات الانتظار الطويلة وصعوبة تأمين مادة الخبز، حمّلت مديرية التجارة، على لسان مديرها، المسؤولية للأهالي بقوله ” تم وضع بعض الأكشاك من أجل المواطنين الذين لا يريدون الوقوف على الأفران، لكن أحداً لم يشتري من الكشك، الذي يبيع بالسعر المنوّط به، بل استمروا بالشراء من هؤلاء الباعة، الأمر الذي ساعد على تفاقم وتتطور مشكلة تجار الخبز، حتى وصلت إلى هذا الحد”.
الأزمة المعيشية في العاصمة دمشق لا تقتصر فقط على صعوبة تأمين رغيف الخبز، بل تتخطاه إلى غلاء أسعار المواد الغذائية، وصعوبة تأمين المحروقات والغاز، التي بات لا يمكن الحصول عليها سوى عن طريق “البطاقة الذكية”، وانتظار الرسالة الالكترونية التي تنذر بقدوم موعد استلام الجرة. مواطن في أحد أحياء دمشق يقول إنه ورغم مرور أكثر من شهر على إرسال البيانات للشركة (تكامل) وتأكيدها تلقيها “لم تصل إليّ رسالة التسلم”، فيما يوضح آخر: “على هذه الحال من ليست لديه إمكانات لاقتناء هاتف ذكي يبقى بلا غاز”.
وتقوم الآلية على إرسال “تكامل” رسالة نصية لكل مواطن حاصل على “البطاقة الذكية”، تتضمن موعداً لتسلم أسطوانة غاز واحدة كل 23 يوماً من معتمد محدد، يكون الأقرب إلى عنوان سكنه، مع مهلة يوم واحد للتسلم، بعد أن يكون المواطن قد قام باتباع إجراءات معينة من خلال برنامج “woy – in” على هاتفه الذكي، حددتها “تكامل”، من إدخال لبيانات محددة واسم المعتمد ورقم هاتفه.