تعرض حاجز البرج الطبي في مدينة دوما، مساء الأربعاء 11 كانون الأول، لهجوماً بأسلحة خفيفة، استمر لدقائق، سمع خلالها أهالي المدينة إطلاق تبادلاً لإطلاق الرصاص من جهة الحاجز المذكور.
مراسل صوت العاصمة في دوما، عاين موقع الهجوم صباح اليوم، الخميس 11 كانون الأول، مؤكداً عدم حدوث أي أضرار مادية أو بشرية في الحاجز.
وبحسب مراسلنا، فإن عناصر الحاجز المذكور بدأوا تشديداً غير مسبوقاً على المارة منذ صباح اليوم، مع إجراء الفيش الأمني لجميع الراغبين بالخروج نحو العاصمة دمشق، من طلاب وموظفين حكوميين، وإجراء تفتيش للسيارات المدينة دون استثناء.
الهجوم الذي استهدف حاجز البرج الطبي، هو الأول من نوعه في مدينة دوما، منذ خروج فصائل المعارضة نحو شمال سوريا في نيسان 2018، بموجب اتفاق مع النظام وحليفه الروسي.
وجاء الهجوم بعد أيام على حراك شعبي في المدينة، تمثّل كتابة عبارات مناهضة للنظام، وتمزيق صورة لـ الأسد، في مدرسة تشرين بدوما.
صوت العاصمة استطلعت آراء بعض أهالي دوما حول الهجوم الأخير، الذي تزامن توقيته مع حملة أمنية وُصفت بالأعنف منذ سيطرة النظام السوري على الغوطة الشرقية، تمثلت باعتقال العشرات لأسباب أمنية، وآخرين للتجنيد الإجباري.
بشير، 50 عاماً، من أهالي مدينة دوما، رجّح خلال حديثه لصوت العاصمة حول احتمالية هجوم شبّان من أبناء المدينة على الحاجز المذكور، كردة فعل على الاعتقالات المستمرة من قبل فرع أمن الدولة الذي يفرض سيطرته على المدينة.
أما عاصم 32 عام، وهو أحد عناصر التسويات، والذي كان يعمل سابقاً في صفوف جيش الإٍسلام، استبعد أن يكون الهجوم قد نفذه شبّان من دوما، مُرجحاً أن يكون ذلك بفعل عناصر أمن الدولة ذاتهم، لزيارة القبضة الأمنية على أهالي المدينة.
وأضاف عاصم، عن احتمالية تورط جهات أخرى تابعة للنظام في الهجوم، لفرض تدخلها في المنطقة، ووضع حجة عدم مقدرة أمن الدولة منفرداً الحفاظ على أمن المدينة، مُرجحاً أن يكون للشرطة العسكرية التي سبق للروس وأن طردوها من المدينة، دوراً في ذلك الهجوم لتبرير دخولها من جديد إلى أحياء دوما واعتقال المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وفرض سطوتها في شوارع دوما وابتزاز شبّانها.
مدينة دوما، حالها كحال معظم مناطق التسويات، التي تسعى جهات استخباراتية وعسكرية تابعة للنظام لفرض سطوتها عليها، نظراً لوجود فرص كافية لابتزاز المدنيين والاستحواذ على ممتلكات المعارضين المُهجرين نحو الشمال السوري.
الصراع بين ميليشيات النظام انتهى بسيطرة أمن الدولة على دوما، بعد طرد قوات الحرس الجمهوري، ودوريات الشرطة العسكرية خارجها بشكل نهائي، بدعم كامل من الروس، الذين سعوا لانفراد أمن الدولة بالسيطرة على دوما.
ويُعتبر هجوم دوما هو الثالث من نوعه في الغوطة الشرقية، منذ خروج الفصائل وسيطرة النظام السوري، فقد استهدف مجهولون في آب 2018 حاجزاً عسكرياً للنظام السوري على أطراف زملكا، اتهم أهالي المدينة حينها عناصر النظام بافتعال الهجوم لاعتقال العشرات ممن شهدوا جريمة الكيماوي عام 2013.
اما الهجوم الثاني فقد استهدف حاجزاً للأمن العسكري في بلدة كفربطنا، تبنت حينها ما يُسمى بـ سرايا قاسيون، الاستهداف، بحجة الثأر لنساء الغوطة الشرقية.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فادي الربّاط
