صوت العاصمة- خاص
يعاني أهالي مدن وبلدات القلمون الشرقي واقعاً معيشياً وخدمياً متردياً، يتمثل بانقطاع المياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، إضافة لتردي الكوادر التعليمية والطبية في المنطقة.
انقطاع في المياه:
ولجأ الأهالي في الآونة الأخيرة إلى تعبئة المياه من الصهاريج المتوفرة، لا سيما وأن المنطقة تعاني من نقص كبير في المياه، بالتزامن مع ضعف الشبكة الرئيسية الحكومة التي تأتي إما مرة أو مرتين في الشهر الواحد.
عملية التعبئة من الصهاريج تقدر بسعر غال، بسبب جر المياه من خارج القلمون بسبب جفاف الآبار الجوفية والسطحية في المنطقة. وغالباً ما يحاول السكان الحفر بغية إيجاد حل مائي بديل وسريع للمنطقة، وسط غلاء فواتير المياه
والكهرباء، ناهيك عن الغرامات الجديدة التي طالت خطوط الهاتف والاتصالات.
ارتفاع في أسعار المحروقات والأغذية:
وتشهد المحروقات في الآونة الأخيرة غلاءً كبيراً مقارنة بالأشهر الماضية، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وتخطيه ال 600 ليرة للدولار الواحد.
لا تقتصر مشاكل القلمون على ما ذكر أعلاه، فالمنطقة تعاني من قلة المشاريع الزراعية بسبب قلة المياه وندرتها في المنطقة، ما يدفع اغلب التجار لشراء بضاعتهم إما من السوق الدمشقية، أو من الأسواق المجاورة، الأمر الذي يرفع سعر الخضار والفواكه الضعف تقريباً.
وبالمقارنة بين الماضي والحاضر، كانت أراضي القلمون تعج بالمشاريع الزراعية الكبيرة، إلا أن قلة المياه الجوفية والسطحية، وغلاء أجور حفر الآبار أدت إلى تراجع تلك المشاريع.
الواقع الصحي:
صحياً، يعاني سكان المنطقة من قلة الادوية المجانية في المستشفيات الحكومية، ما يجبر المريض على شراء دوائه من خارج المشفى الحكومي على نفقته الخاصة، مع العلم أن الأدوية في المستشفيات مجانية، ولكن إدارات المستشفيات تدعي عدم توفر الأدوية لبيعها لصيدليات خارجية، من أجل جمع المال على حساب صحة السكان والمرضى.
المعاناة في الجانب الصحي ترخي بظلالها على الكادر الطبي والتمريضي في المنطقة، والذي يعتبر ضعيفاً، بعد أن كان يحوي سابقا مهارات طبية وتمريضية ممتازة، منها من سافر خارج البلاد، ومنهم من تهجر خارج القلمون الشرقي، فأصبح سوء التشخيص يسود المشافي، في حين أصبحت العيادات الخاصة كابوساً يحيط بالمرضى بسبب غلاء الكشف والدواء.
معاشات متدنية:
ويعاني معظم سكان المنطقة، وأغلبهم موظفون في الدوائر الحكومية التابعة للنظام، من تدني المعاش الذي يتقاضونه مقارنة مع المصروف الشهري للعائلة، حيث يقدر مصروف العائلة الواحدة وسطياً حوالي 110 الاف ليرة سورية في الشهر، في حين لا يتجاوز المعاش الحكومي 50 ألف ليرة سورية، ما يضطر اغلب سكان القلمون لعمل إضافي لتأمين مستلزماتهم على مدار الشهر.
انحلال أخلاقي في المدارس:
تعاني مدارس القلمون الشرقي من الغياب شبه التام للأخلاق والتربية السليمة، تزامناً مع تدني المستوى الأكاديمي للكادر التعليمي، حيث تشهد تلك المدراس انحلالاً أخلاقياً يترجم بترويج الممنوعات، وتجارة المخدرات بين الطلاب بعلم الكادر الإداري.
ويقوم بعض المدرسين بترويج المخدرات في المدارس عن طريق الطلاب بغية رفع دخلهم المادي، بسبب انخفاض معاشهم الشهري الذي لا يكفي لبقية الشهر، وقد سجلت عدة شكاوى من طلاب اشتكوا لأهاليهم عن معلمين يجبرون بعض الطلاب على ترويج الممنوعات بين رفاقهم، خاصة في المدارس الثانوية والاعدادية في المنقطة، لجلهم يدمنون على الممنوعات، ما يضطرهم لشراء كميات كبيرة ودفع أموال كثيرة.