أكثر من عام مضى على سيطرة النظام السوري وحلفائه على بلدات جنوب دمشق، تراجعت فيها الخدمات الرئيسية بشكل واضح، وسط إهمال حكومي متقصد للمنطقة التي ناهضت الأسد وميليشياته لسنوات طويلة.
حالة يُرثى لها، وسقا الله أيام المجالس المحلية محدودة الدعم التابعة للمعارضة، هكذا وصف سكان محليون الوضع في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، خلال حديثهم مع مراسل صوت العاصمة.
ورصد مراسل الشبكة أكوام كبيرة من القمامة في شوارع البلدات الثلاث، وسط غياث واضح للمجالس البلدية، رغم وجودها في المنطقة وافتتاحها من جديد منذ خروج فصائل المعارضة نحو شمال سوريا.
وقال مراسل الشبكة، إن أكوام القمامة المنتشرة في الشوارع دفعت أهالي المنطقة بالتنسيق مع بعضها للقيام بأعمال تطوعية لإزالة القمامة ونقلها إلى خارج التجمعات السكنية خوفاً من انتشار الأمراض والأوبئة.
ووصف أحد سكان بيت سحم خلال حديثه مع صوت العاصمة تلك الحملات بأنها غير مجدية، نتيجة عدم وجود سيارات تنقل أكوام القمامة المتراكمة منذ أشهر إلى مكبات خارج المنطقة، في ظل تصريحات المجالس البلدية وتأكيدها على عدم وجود سيارات أو عمال لتغطية المنطقة.
ولا يقتصر الإهمال الحكومي لمناطق التسويات جنوب دمشق على ترك القمامة في الشوارع، فالمنطقة تعيش حالة من التدهور الخدمي الواضح، حيث آن تضرر شبكات الصرف الصحي بات ينتج عنه خروج المياه الآسنة إلى الشوارع الرئيسية نتيجة الإهمال المقصود من قبل المجالس البلدية.
وفي حي سيدي مقداد المجاور، وبعض الأحياء التابعة لبلدية بيت سحم، تختلط المياه الحكومية بمياه الصرف الصحي نتيجة تعرض الأنابيب الأرضية للتصدع دون تدخل الورشات التابعة للبلدية أو مؤسسة المياه لتدارك الوضع، مما دفع الكثير من الأهالي لقطع المياه الحكومية عن منازلهم وتعبئة صهاريج مياه نظيفة من البلدات المجاورة، خوفاً من الأمراض والأوبئة التي قد تنتج عن المياه المخلوطة بالصرف الصحي.
ووردت عشرات الشكاوى من قبل السكان والمعنيين إلى المجالس البلدية ومحافظة دمشق، لإزالة الركام والدمار الناجم عن المعارك، وإجراء صيانة لشبكات الصرف الصحي وإزالة أكوام القمامة، لكن ذلك لم يجدي نفعاً، وسط وعود متكررة بتدارك الوضع، وكأن ما يجري عقوبة مقصودة بحق أهالي المنطقة الذين ناهضوا الأسد وميليشياته لسنوات طويلة.
وسيطر النظام السوري على بلدات جنوب دمشق في أيار 2018 عُقب خروج فصائل المعارضة المسلحة باتجاه الشمال السوري بعد اتفاق مع الجانب الروسي.