كشف مدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور عدنان حميدان أنّ نسبة الولادات انخفضت خلال السنوات الماضية نتيجة لتدني الوضع الاقتصادي لغالبية العائلات في سوريا.
واعتبر حميدان أنّ تكاليف رعاية ومراقبة الحمل والفحوصات الطبية والولادة وتكاليف تربية الطفل دفعت بشريحة واسعة من العائلات للعزوف عن الإنجاب لعدم مقدرتها على تغطية تلك النفقات، حسبما نقلت صحيفة الوطن الموالية.
وأشار إلى تسجيل 633619 ولادة في عام 2022 في جميع المحافظات السّورية، بينهم 324341 ولادة من الذكور و309 آلاف و278 ولادة من الإناث، فيما كان نصيب محافظة دمشق 24313 ولادة.
في حين سُجِلت 90139 حالة وفاة في عام 2022 بينهم 56572 حالة وفاة من الذكور و33567 حالة من الإناث، في حين سجلت محافظة دمشق 8485 حالة وفاة.
وأعاد حميدان انخفاض عدد الوفيات في عام 2022 إلى عدم تسجيل بعض العائلات واقعة الوفاة أو التأخر في تسجيلها في حال عدم وجود حصر إرث أو راتب للشخص المتوفى وخاصة الوفيات التي تحدث خارج سورية، مؤكداً ضرورة وجود نص قانوني يُلزِم العائلات بتسجيل حالة الولادة والوفاة في اليوم التي تحدث فيه
وبيّن حميدان أن التعداد السكاني الأخير في سورية كان عام 2004 وكان من المفروض أن يحصل تعداد سكاني في عام 2014 لكن تم تأجيله إلى عام 2024.
ورجج مدير المكتب المركزي للإحصاء تأجيل إجراء الإحصاء خلال العام الحالي لعدم توفر الإمكانيات، لافتاً إلى أنّ التكلفة تصل لعدة مليارات .
ورأى ضرورة وأهمية الاستفادة من تجارب بعض الدول العربية ومنها التجربة العُمانية الرائدة في الملف السكاني من خلال استثمار السجلات الإدارية ومديريات الإحصاء والمعلومات الفاعلة في كل مؤسساتها الحكومية.
وأضاف “نحتاج إلى جهود مضاعفة ويجب ألا نفوت الفرصة في التعبير عن وجودنا بالمؤشر والدليل والإحصاءات خاصة في ظل التطور الرقمي والمؤشرات الخاصة بالتنمية المستدامة التي تعمل عليها كل دول العالم ومنها مؤشر الجريمة الذي يجب الالتفات إليه”.
ولفت حميدان أن تشكيل لجنة بقرار من رئيس الحكومة حسين عرنوس بهدف إحصاء السوريين في الخارج والتعاطي مع مسألة الهجرة، وتكليف مديرة الأحوال المدنية بالتعرف على حركة الهجرة من وإلى سورية ووضع سيناريوهات وخطط لمعرفة عدد السوريين في مختلف دول العالم لأن هناك تضارباً بالمعلومات والأرقام سياسية لا علاقة لها بالواقع، وأخيراً شدد حميدان على أهمية التعاطي مع هذا الملف بالمؤشر والدليل وعدم ترك الساحة للآخرين في التعبير عن وجودنا.
وشكّلت المستلزمات الأساسية لتربية طفل عبئاً اقتصادياً على عاتق الأسرة السورية في ظل تضخم الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لليرة السورية حتى تجاوزت النفقات الشهرية راتب الأبوين في حال كان كليهما موظفين.
وانخفض معدل الولادات بشكل أكبر بداية العام 2023 الفائت نتيجة عوامل عدة كارتفاع تكاليف الولادة وتربية الأطفال والمصاريف العامة وغيرها من الأسباب التي دفعت الكثير من العائلات للاكتفاء بإنجاب طفل واحد ليس أكثر ولجوء بعض السيدات لإجراء عمليات الإجهاض أو اتباع وسائل منع الحمل.