شكّلت المستلزمات الأساسية لتربية الأطفال عبئاً اقتصادياً على عاتق الأُسر السورية في ظل تضخم الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لليرة السورية حتى تجاوزت النفقات الشهرية راتب الأبوين في حال كان كليهما موظفين.
وتعتبر الصعوبات الاقتصادية عائقاً يحد من رغبة الكثير من الأسر على الإنجاب لعدم قدرتها على تحمل مصاريف الغذاء والنظافة والدواء وهي أساسيات لا يُمكن التخلي عن أي منها وفقاً لموقع أثر برس المحلي.
وقالت إحدى السيدات وهي موظفة في القطاع الحكومة وأم لطفل إنّها تحتاج ميزانية خاصة لتأمين مستلزمات طفلها الأساسية والتي تعد الأولوية بدءاً من الحفاضات مروراً بالمحارم المعطرة والبودرة والعطر بالإضافة إلى الأدوية الضرورية من فيتامين ومضاد مغص ومضاد إقياء وخافض حرارة والتي يعد وجودها ضرورياً في حقيبة الطفل.
وأشارت السيدة إلى أن راتبها من الوظيفة الحكومية لا يكفي تأمين مجمل هذه المستلزمات ما عدا مستلزمات لباسه وغذائه التي تحتاج هي الأخرى ميزانيات كبيرة.
وتلجأ العديد من الأسر لتجار الجملة أو النصف جملة لشراء الحاجات الأساسية والبعض منهم يتشارك مع أصدقائه أو جيرانه على مشتريات الجملة ثم يتقاسمونها لتوفير نسبة تتراوح بين 10 و15% من حجم استهلاكهم وتغطية نفقات أخرى من خلالها.
ويحتاج الطفل الواحد إلى نحو 3 كيلو حفاضات في الحد الأدنى بشكل شهري والتي وصل سعر الكيلو الواحد منها مؤخراً إلى 40 ألف ليرة سورية أي 120 ألف ليرة شهرياً.
ووصل سعر بودرة الأطفال 9 آلاف ليرة، والبودرة الطبية 9500 ليرة والعطر 19 ألف ليرة، وشامبو الأطفال 20 ألف ليرة، والمحارم المعطرة ما بين 8 إلى 10 آلاف ليرة.
ويحتاج الطفل لأدوية ومتممات غذائية يتم استخدامها بشكل يومي أو شبه يومي كالفيتامين بسعر 10 آلاف ليرة لعبوة النقط و12 ألف ليرة للشراب، وخافض الحرارة بين 5 و6 آلاف ليرة ومضاد إقياء نحو 5500 ليرة أما مضاد المغص فيبدأ من 5 آلاف ويصل إلى أكثر من 18 ألف ليرة.
وانخفض معدل الولادات خلال الأشهر الأخيرة نتيجة عوامل عدة كارتفاع تكاليف الولادة وتربية الأطفال والمصاريف العامة وغيرها من الأسباب التي دفعت الكثير من العائلات للاكتفاء بإنجاب طفل واحد ليس أكثر ولجوء بعض السيدات لإجراء عمليات الإجهاض أو اتباع وسائل منع الحمل.
