كشفت شبكة استخبارات إسرائيلية عن الأسباب المباشرة وراء التصعيد العسكري الأخير لميليشيا حزب الله على الجبهة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ الميليشيا اللبنانية استغلت الصراع الدائر لإجراء تجارب عملية لأسلحة إيرانية الصنع.
وأوضحت الشبكة أنّ إيران وحزب الله يسعيان للعثور على نقاط ضعف في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من خلال استخدام وسائل اسخباراتية وأدوات حرب إلكترونية وتجسس واستشعار إلى جانب الهجمات على الأمن السيبراني.
واستشهد مصدر أمني إسرائيلي بالقصف الصاروخي والطائرات المسيرة الذي تشنه ميليشيات مرتبطة بالنظام الإيراني بشكل متزامن على أنه خطة إيرانية لاستنزاف القدرة الدفاعية للجيش الإسرائيلية.
وأضاف أنّ جنرالات ووحدة استخباراتية وتكنولوجية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقدمون تدريبات إلى عناصر في ميليشيا حزب الله تمكنّهم من اعتراض الأنظمة الدفاعية والتجسس على اتصالات الجيش الإسرائيلي واعتراض أنظمته التقنية.
واعتبر المصدر الأمني أنّ استهداف حزب الله بالصواريخ لقاعدة ميرون للاستخبارات الجوية في 6 كانون الثاني الجاري يأتي في إطار تعطيل أنظمة التحكم والكشف والتوجيه بأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وخصيصاً منظومة القبة الحديدية، بهدف الكشف عن الوسائل الأخرى التي تستخدمها إسرائيل كأنظمة إنذار مبكر وتحكم.
وأشار إلى أنّ الاستهداف الثاني من قبل الميليشيا اللبنانية لذات القاعدة قبل أسبوع ألحق أضراراً بقدرتها على كشف عمليات التسلل الجوي وإدارة عمليات سلاح الجو على الجبهة الشمالية.
وأكّد أنّ الخرق الحاصل بعد تعطيل قاعدة ميرون لم يؤثر على القدرة الدفاعية للجيش الإسرائيلي على الرغم من اختراق بعض الصواريخ ووصولها إلى مواقع مفتوحة في الجليل، كما أنّ عمليات سلاح الجو لم تتوقف على الجبهة الشمالية ولم تتأثر بالأضرار التي وقعت في قاعدة الاستخبارات الجوية الحدودية.
ووفقاً للشبكة الاستخباراتية فإنّ الجيش الإسرائيلي لجأ لاستخدام وسائل تجسسية واستخباراتية وأنظمة بديلة أكثر تقدماً من المستخدمة في قاعدة ميرون، وأنّ عملياته العسكرية على الجبهة الشمالية لم تتأثر بمحاولات ميليشيا حزب الله لخلق ثغرة دفاعية.
وأضافت أنّ الجيش الإسرائيلي قتل محمد علي حدرج أحد عناصر وحدة فلسطين في ميليشيا حزب الله باستهداف سيارته في 20 كانون الثاني الحالي خلال تواجده بالقرب من بلدة تسور جنوب لبنان، لافتة إلى أنه المسؤول المباشر عن محاولات إحداث ثغرة في الأنظمة والاستخباراتية الاعتراضية.
وتلقى حدرج الذي يدير شركة Sybrity لأمن المعلومات ومقرها بيروت تدريبات من قبل الحرس الثوري الإيراني لاعتراض واختراق الأنظمة التكنولوجية الإسرائيلية.
واستغل حدرج في أوقات سابقة تراخيص شركته لاستيراد معدات تقنية وشراء برمجيات لوحظ استخدامها خلال عدة هجمات سيبرانية طالت شبكات الربط بين أنظمة الإنذار المبكر والاستخبارات الإسرائيلية بالتزامن مع القصف الصاروخي الذي طال قاعدة ميرون لمرتين خلال كانون الثاني الجاري.
وبدأ الجيش الإسرائيلي باستخدام منطاد Sky dew لعمليات التجسس والمراقبة تجاه سوريا ولبنان عقب استهداف قاعدة ميرون للاستخبارات الإلكترونية من قبل ميليشيا حـزب الله بالصواريخ، والذي قالت عنه وسائل إعلام عبرية في أوقات سابقة إنه يستطيع مراقبة منطقة الشرق الأقصى وكشف الطائرات الحربية المسيرة والصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من العراق أو إيران أو دول جوار إسرائيل إضافة لقدرته على تتبع ورصد الطائرات في مطارات سوريا ولبنان