بحث
بحث
انترنت

تغييرات في مواقع الدفاع الجوي وإسرائيل تستنزفها بثلاث جولات من القصف

أسبوعين من تغيير المواقع وعمليات التمويه، وإسرائيل تكثف غاراتها لكشف مواقع التمركز الجديدة.

صوت العاصمة – خاص

شهدت سماء دمشق أمس الأحد 26 تشرين الثاني الجاري، حرباً جوية كانت أطرافها الدفاعات الجوية للنظام السوري من جهة، والصواريخ الإسرائيلية من جهة أخرى، في تكرار لمشهد حدث خلال نيسان من العام الجاري.

وأغارت المقاتلات الإسرائيلية على مواقع تمركز أنظمة الدفاع الجوي في محيط دمشق بثلاث جولات خلال نصف ساعة، تخللها استهداف مباشر لمدرجات مطار دمشق الدولي، ومطار المزة العسكري.

وتعاملت المضادات الجوية بكثافة من سفح قاسيون ومحيط مطار دمشق الدولي وريف محافظة السويداء، استطاعت خلال تعاملها إسقاط أربعة من الصواريخ الإسرائيلية، التي وصل مجمل عددها إلى أكثر من 12 صاروخ.

وشملت الجولة الأولى من القصف منظومة للدفاع الجوي في مطار المزة العسكري وأخرى للرادار في محيط بلدة الكسوة بريف دمشق، استطاعت الدفاعات خلالها إسقاط صاروخ.

الجولات الثانية والثالثة من القصف تركزت على جنوبي دمشق، حيث طالت مدرجي مطار دمشق الدولي، ومنظومات للدفاع الجوي في محيط عربا والسيدة زينب، استطاعت الدفاعات خلالها إسقاط ثلاثة صواريخ إسرائيلية، فيما أصاب أحد المضادات محطة لتحويل الكهرباء في محيط بلدة يلدا.

وطال القصف في الجولة الثالثة موقعاً تستخدمه الميليشيات الإيرانية لتخزين الأسلحة في محيط السيدة زينب، نتج عنه تدمير كامل للمستودع ومقتل أحد عناصر الميليشيات الموالية لطهران.

تموضع جديد للأنظمة الدفاعية
وقالت مصادر خاصة لـ صوت العاصمة إن إدارة الدفاع الجوي عملت منذ منتصف تشرين الثاني الحالي على إعادة تموضع لكافة أنظمة الرادار والإنذار المبكر والدفاع الجوي بما فيها المنظومات قصيرة المدى المحمولة على عربات.

وأشارت المصادر إلى أنّ هذه الإجراءات جاءت في الوقت الذي تعمل فيه هيئة الأركان على تشكيل خطة عسكرية لإنشاء جدار دفاعي لحماية الأجواء السورية من الضربات الإسرائيلية.

وشملت هذه التغييرات كافة مواقع الأنظمة الدفاعية في المنطقة الجنوبية والمتواجدة في القطع العسكرية بدمشق وريفها، دون أي تغيير في قطاعات التهديف أو اتجاه الرمي.

فيما لم تشمل التغييرات أي مرافق لوجستية أخرى لأنظمة الدفاع الجوي كالثكنات أو مقرات القيادة أو مستودعات الذخائر والوقود.

ربط المنظومات بنظام رادار متطور

مصادر صوت العاصمة أوضحت أنّ معظم المنظومات التي أُعيد تموضعها هي من طرازات Pantsir وBuk m-2 ومنظومات Sam بطرازاتها العاملة لدى جيش النظام السوري وغيرها، منوهةً إلى ربطها مؤخراً بنظام رادار متطور.

وبحسب المصادر فإنّ غالبية أنظمة الدفاع الجوي السورية قصيرة ومتوسطة المدى رُبطت برادار منظومة الإنذار المبكر والدفاع الجوي إيرانية الصنع Bavar 373 والتي كشف موقع صوت العاصمة عن وصولها ونشرها في سوريا في تشرين الثاني من العام 2022 الفائت.

ويصل مدى الربط الحالي لأنظمة الدفاع الجوي بالرادار الإيراني الذي يمسح الأجواء إلى أكثر من 300 كيلومتر، حيث يتم تفعيل وضع الإنذار لتلك الأنظمة ودخولها في حالة التأهب وتتبع الأهداف إلى حين دخولها في مجال الاستهداف ضمن الطاقات التي تعمل بها الصواريخ الدفاعية.

ويتميز الرادار الإيراني بسرعة اتصال وتبادل معلومات عالية بين منظومات الدفاع الجوي المرتبطة به، ما يجعله أكثر استجابة في تحديد الأهداف وأكثر سرعة في ردود الأفعال القتالية.

بنية تحتية خاصة بالدفاعات الجوية
وفي ذات السياق، كشفت مصادر صوت العاصمة عن نية وزارة الدفاع إنشاء بنية تحتية خاصة بأنظمة الدفاع الجوي، كاستحداث مرابض جديدة مزودة بوسائل التمويه والتخفي لوحدات الرادار وبطاريات الصواريخ والمركبات تبعد مئات الأمتار عن مواقعها الحالية، بالإضافة لبناء مستودعات جديدة لتخزين الذخائر والملحقات اللوجستية الخاصة بتشغيل تلك الأنظمة.

وخلال الأسبوعين الماضيين أجرت وزارة الدفاع تنقلات للضباط المسؤولين عن وحدات الدفاع الجوي بين محافظات المنطقة الوسطى ومحافظات المنطقة الجنوبية من سوريا.

ووفقاً للمصادر فإنّ هذه التنقلات هي واحدة من خطة الوزارة لإعادة هيكلة الدفاع الجوي في سوريا ورفع كفاءته، دون أنّ تؤثر على سجل خدمة هؤلاء الضباط أو تغيير في البنية الروتينية للمسؤولين عن تشغيل الأنظمة.