ريف دمشق – أحمد عبيد
ترتقب بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق الغربي، عودة عشرات المُهجّرين إلى دولة لبنان المُجاورة كدُفعة أولية، يمكن أن تنتهي إجراءات عودتهم خلال أيام قليلة، ضمن عملية “مُصالحة جماعية” بتنسيق بين وجوه المصالحة والأهالي النازحين، بضمانات روسية.
ووفقاً لمصدر مُطلع، فإن الدُفعة الأولى يمكن أن تضم قرابة 30 عائلة، بعد اجتماعات كثيرة نظمها أبناء البلدة المُقيمين في مجدل عنجر الحدودية مع سوريا، جرى خلالها عمليات احصاء للعوائل الراغبة بالعودة وإجراء “التسوية الأمنية”.
وأكد المصدر أن الفرقة الحزبية في البلدة ولجنة مُصالحة معضمية الشام، ستكون الوسيط بين النظام السوري والراغبين بالعودة، لتنفيذ الشروط والضمانات، خاصة أن المعضمية شهدت خلال الأشهر الماضية عودة مُماثلة لمئات العوائل من لبنان.وأكد المصدر أن الفرقة الحزبية في البلدة ولجنة مُصالحة معضمية الشام، ستكون الوسيط بين النظام السوري والراغبين بالعودة، لتنفيذ الشروط والضمانات، خاصة أن المعضمية شهدت خلال الأشهر الماضية عودة مُماثلة لمئات العوائل من لبنان.
وعلمت “صوت العاصمة” من مصدر أهلي، أن البلدة شهدت عودة 5 شبان و7 عائلات من لبنان، وعدد من الشبان من تركيا وعائلتين اثنين من دولة مصر، بتنسيق فردي مع وجوه المُصالحة، والحصول على ورقة عبور للوصول إلى مناطقهم دون التعرض لأي مُضايقات أمنية، على أن تتم تسوية أوضاعهم وتطبيق الشروط المفروضة عليهم من قبل النظام مقابل عودتهم إلى بلدهم.
ويعمل النظام السوري على تقديم تسهيلات وتطمينات للراغبين بالعودة، من خلال سلسلة إجراءات قامت بها الجهات الراعية للاتفاق، تمثلت بسحب معظم الحواجز العسكرية من البلدة وإبقاء مخفر الشرطة فقط، وتقليص صلاحيات ميليشيا الدفاع الوطني في البلدة.
وبالرغم من محاولة النظام لتقييد حركة ميليشياته في محيط المنطقة، لضمان عودة اللاجئين في دول الجوار، قام عناصر من ميليشيات محلية في مساكن سرايا الصراع المُجاورة باختطاف عدد من الشبان بعد عودتهم من شمال سوريا وإجراء ما يُسمى “مصالحة وطنية” و”تسوية أمنية”، وتم الإفراج عن بعضهم لقاء دفع مبالغ خيالية وصلت إلى 25 مليون ليرة سورية، فيما لا يزال مصير آخرين مجهولاً رغم المحاولات الحثيثة من قبل لجان المُصالحة والفرق الحزبية لمعرفة مصيرهم.
حوادث الخطف والاعتقال للعائدين من ادلب ومناطق أخرى، زرعت الخوف في نفوس المُهجرين عن المنطقة، ودفعتهن لإعادة حساباتهم في العروض التي قدمها النظام مقابل العودة، ومحاولة تحصيل ضمانات أكبر لإبعاد ميليشيات النظام عنهم تجنباً لاعتقال أو اختطاف انتقامي.
وكان النظام السوري قد تقدم بعرضٍ للنازحين واللاجئين من أبناء جديدة عرطوز وسُكانها، عبر عرابة المصالحات “كنانة حويجة” وقائد قوات الغيث في الفرقة الرابعة العقيد غياث دلة، لإعادة العوائل النازحة من لبنان والأردن، بأعداد تفوق 5 آلاف شخص، وفقاً لمصادر “صوت العاصمة”.
العرض الذي قدمه النظام عبر دلة وحويجة قبل أشهر قليل، يتمثل عودة للاجئين والنازحين بضمانة الروس وبتنسيق مباشر مع قاعدة حميميم العسكرية، لحماية العائدين من أي اعتقال أو اختطاف، على أن يتم تشكيل ميليشيا من العائدين تحت اسم “فوج جديدة عرطوز” مهمة ذلك الفوج هو حماية البلدة ومنع أي جهة أمنية أو عسكرية أو ميليشيا من الدخول إليها وتنفيذ عمليات انتقامية، على أن يصل أعداد المقاتلين في فوج “جديدة عرطوز” إلى 300 مقاتل، لا يتم زجهم في أي عمليات قتالية إلى جانب جيش النظام، على غرار ما جرى في قرى ريف دمشق الغربي بتشكيل فوج الحرمون بعد خروج فصائل المُعارضة من المنطقة باتجاه شمال سوريا.
وقُوبل العرض الذي قدمه الروس والنظام بالرفض آنذاك، بعد اجتماعات مُتكررة للأهالي ومقاتلي المنطقة في شمال سوريا، ودولة لبنان، إلا أن عودة آلاف اللاجئين إلى معضمية الشام وقرى القلمون الشرقي، ورغبة الروس بعودة اللاجئين وتقديم الضمانات والتسهيلات، فتح باب العودة الجزئية لأبناء البلدة بشكل فردي، ليليها عودة جماعية بالتنسيق مع لجان المُصالحة.
وتخشى منظمات حقوقية من ردة فعل انتقامية للنظام وأجهزة استخباراته بحق الراغبين بالعودة، فضلاً عن الاعتقالات والتجنيد الإجباري، خاصة مع تسجيل عشرات الاعتقالات خلال الأشهر الماضية، لأشخاص قرروا العودة من ادلب نحو مدنهم وبلداتهم بعد أشهر طويلة من التهجير القسري.
وشهدت بلدة جديدة عرطوز نزوحاً جماعياً باتجاه بلدات مُحررة عام 2012، وخروج آخرين باتجاه لبنان والاردن بعد مجازر طائفية ارتكبتها ميليشيات النظام، إثر اندلاع احتجاجات شعبية في المنطقة.