كشفت صحيفة إماراتية، أنّ الضابط السابق في جيش النظام المخلوع، غياث دلة، طلب دعماً مالياً من إيران لإعادة بناء نفوذها في سوريا، وإنشاء جبهة معادية لإسرائيل.
ونقلت صحيفة The National، عن مسؤول أمني سوري سابق أنّ غياث دلة، تواصل مؤخرّاً مع السلطات الإيرانية طالباً دعماً مالياً بمئات ملايين الدولارات، بهدف إعادة تشكيل ميليشيا موالية لطهران داخل سوريا، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والهجمات الإسرائيلية على إيران.
وقال المسؤول الأمني إنّ دلة أرسل مقترحه إلى طهران خلال الأيام العشرة الماضية وطلب تمويلاً لتجنيد مقاتلين من فلول النظام، بهدف شن هجمات على أهداف إسرائيلية، ومقاومة الحكومة السورية الجديدة.
وأضاف أنّ الحكومة السورية تجمع حالياً معلومات استخبارية، وأنّ الاتصال جرى بشكل مباشر مع إيران، وليس عبر ميليشيا حزب الله.
وأشار المصدر إلى أنّ دلة “يرى في الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران فرصة ذهبية لتوحيد أبناء الطائفة العلوية وتشكيل قوة مقاومة في سوريا مدعومة من إيران”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمّها، أنّه من غير المرجح أن تحوّل إيران الموارد عن جهودها الحربية الحالية، لكن إعادة تأسيس وجود بالوكالة في سوريا قد يساعدها استراتيجياً في المستقبل.
وبحسب مصدر بارز من الطائفة العلوية، فإنّ دلة يعتمد في مشروعه على شبكة تضم ما لا يقل عن 100 ألف من عناصر الأمن السابقين، معظمهم لجؤوا إلى جبال العلويين في الساحل، بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024.
وقال المصدر إنّ “المشروع يواجه تحديات داخل الطائفة نفسها، إذ رفض العديد من أبناء الطائفة دعوات دلة للتمويل أو الانضمام إلى حركته، وأعربوا عن رغبتهم في التأقلم مع الحكومة الجديدة، رغم المخاوف من حملات تطهير استهدفت العلويين أخيراً”.
وأشار المصدر إلى أنّ دلة، وعلى الرغم من الهزائم التي تعرّض لها، لا يزال يمتلك شبكة عسكرية سرية تشمل أسلحة خفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة، مثل مضادات الطيران المثبتة على مركبات.
من جانب آخر، أوضح المسؤول الأمني السوري أنّ جنوب سوريا ما زال يحتوي على خلايا تابعة لإيران يمكن تفعيلها مجدداً، لافتاً إلى ضبط الأمن الداخلي لمستودع يحتوي على صواريخ من نوع “غراد” في درعا، والهجوم الصاروخي في 3 حزيران الجاري على الجولان.
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات سابق في النظام المخلوع، أنّ غياث دلة “يسعى لملء الفراغ القيادي الذي تركه سقوط بشار الأسد، الذي فر إلى موسكو”، مضيفاً أنّ “دلة لا يُنظر إليه كشخص فاسد، بخلاف عائلة الأسد، بل يُعد شخصية دينية أكثر التزاماً، ما قد يجعله أكثر قرباً من إيران”.
ولفت المصدر إلى أنّ “بشار الأسد ضحّى بالطائفة العلوية من أجل بقائه، أما دلة فهو أكثر إيديولوجية ويؤمن بأن بقاء الطائفة مرهون بمحاربة الدولة السورية والانفصال عنها”.