أنهت الورشات الخدمية التابعة لمحافظة دمشق خلال الأيام الفائتة، عمليات ترميم وتأهيل مخيم اليرموك، ليتفاجئ الأهالي بإزالة كافة الرموز الفلسطينية في المنطقة وحذف كلمة “مخيم” ليصبح اسم المنطقة “حي اليرموك”، بحسب وكالة قدس برس.
واعتبرت الوكالة أنّ التغييرات الأخيرة التي أجرتها محافظة دمشق كوضع لافتات باسم “شارع اليرموك” و”شارع فلسطين”، وغياب العلم الفلسطيني وأي رمز فلسطيني آخر “دليل على وجود توجه من قبل النظام السوري لتمييع فكرة المخيم”، حسب أهالي المخيم.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنّ مجلس المحافظة لم يعمل على إزالة الركام من أحياء “العروبة” و”التقدم” و”مجد الكروم” و”8 آذار” وتأهيلها لعودة الأهالي، على الرغم من أنّ هذه الأحياء تعتبر الخزان البشري الفلسطيني الأهم في “مخيم اليرموك”، لكونها تضم حوالي ثمانين ألف نسمة من أكثر شرائح المخيم فقرا، ممن لا يملكون المقدرة على الاستمرار في دفع إيجارات منازلهم التي استأجروها في ضواحي العاصمة.
وأوضح تقرير الوكالة الفلسطينية أنّ مجموعات “التعفيش” لازالت تتمركز في منطقتي “التربة الجديدة” والتربة القديمة” وفي آخر شارع اليرموك، وتمنع الأهالي من العودة لمنازلهم لاستكمال نهب ما تبقى من ممتلكاتهم.
وافتتحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” خلال الأيام الماضية، سوقاً شعبية وخيرية في مخيم اليرموك تشجيعاً لعودة السكان النازحين إلى منازلهم.
وبحسب مصادر خاصة لصوت العاصمة فإن نشاطات مفوضية شؤون اللاجئين الفلسطينيين تأتي في سياق ترغيب الأهالي بالعودة للمخيم.
وأشارت مصادر صوت العاصمة إلى أنّ الأونروا لم تنجح في تحصيل موافقات أمنية لأهالي المخيم للعودة إلى منازلهم، مضيفة أنّ مئات العائلات قدمّت خلال السنوات السابقة طلبات عودة لمجلس المحافظة وللأفرع الأمنية، منها لم تتلقى أي رد حتى الآن.
واستبدلت اللجنة الأمنية في دمشق وريفها منتصف شهر آذار الفائت، شرط مراجعة “فرع فلسطين” التابع للأمن العسكري بشكل شخصي للحصول على موافقة العودة إلى مخيم اليرموك جنوبي دمشق، بتقديم طلب لمفرزة الأمن العسكري في شارع “الثلاثين” في مخيم اليرموك.
وتزامن قرار اللجنة الأمنية مع تنظيم محافظة دمشق حملة بعنوان “إيد بإيد” بالتعاون مع المجتمع الأهلي في مخيم اليرموك، تهدف لترحيل الأتربة والأنقاض وتنظيف الشوارع، لتشجيع الأهالي على العودة للمخيم بحسب تصريحات لمحافظ دمشق “محمد كريشاتي”.