قالت مصادر إسرائيلية إنّ عملية اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي “علي الأسود” الأحد 19 آذار الحالي، تأتي في سياق عملية إسرائيلية منظمة ضد الحركة للحد من عملياتها في شهر رمضان.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن المحلل العسكري الإسرائيلي “رون بن يشاي” قوله إنّ العملية التي نفذها جهاز الموساد في دمشق جاءت عقب يوم واحد من لقاء أمين عام حركة الجهاد الإسلامي “زياد النخالة” بزعيم ميليشيا حزب الله اللبناني “حسن نصر الله”، وتهدف لمنع عمليات تخطط الحركة لتنفيذها في رمضان.
واعتبر بن يشاي أنه رغم أن إسرائيل لم تعلق رسميا على العملية، لكن على ما يبدو فإن العملية استهدفت “منعا مسبقا” لعمليات تخطط لها الحركة، وجاءت على خلفية كثير من التهديدات والإنذارات.
وربطت يديعوت بين اغتيال الأسود والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في جنين نهاية الأسبوع الماضي، وقالت إنّ كل ذلك جزء من عمليات إسرائيلية لكبح جماح الجهاد بعد ورود إنذارات لدى جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية عن نية الحركة إخراج عملياتها إلى العلن في شهر رمضان.
ولمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى وقوف إسرائيل خلف عملية الاغتيال بقوله “نحن نصل إلى الإرهابيين، ومهندسي الإرهاب في كل مكان، وأينما كانوا”، وأضاف “قواتنا تعمل على مدار الساعة لتصفية الحسابات مع الإرهابيين وإحباط البنى التحتية، وتم مؤخراً القضاء على العشرات منهم، وكثير منهم تم القبض عليهم، وكل من يحاول إلحاق الأذى بمواطني إسرائيل سنطال رأسه”.
وجاءت تصريحات نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، بعد ساعات من اتهام الجهاد الإسلامي إسرائيل باغتيال الأسود.
وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكرية “سرايا القدس” بيانا نعت فيه القيادي علي رمزي الأسود “أبو عبد الرحمن 31 عاماً” الذي قُتل أمام منزله صباح الأحد.
وحملت الحركة إسرائيل المسؤولية عن عملية الاغتيال قبل أن يلمّح نتنياهو إلى مسؤولية إسرائيل عن تنفيذ العملية، واعتبرت الحر تصريحات نتنياهو “اعتراف واضح” بذلك.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ عملية الاغتيال التي وقعت في سوريا نفذها عدة أشخاص في مدينة قدسيا في ريف دمشق، مشيرة إلى أنّ هذه ليست أول مرة تعمل فيها إسرائيل ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا وأماكن أخرى، إذ اغتالت إسرائيل طيلة عقود طويلة، العديد من المسؤولين الفلسطينيين في دول أجنبية وعربية.
وكانت آخر مرة عملت فيها إسرائيل ضد الجهاد الإسلامي تحديدا في سوريا عام 2019، عندما تم استهداف مقر كان يتواجد فيه القائد العسكري الأول في الحركة “أكرم العجوري” الذي نجا من الاغتيال وقُتل ابنه في تلك الحادثة.