لقي العميد الطيّار الركن نديم كامل اسعد، المُتحدّر من مدينة طرطوس، مصرعه مطلع آب/اغسطس، في الضمير بريف دمشق الشرقي، إثر استهدافه بشكل غامض في إحدى نقاط التثبيت التي يترأسها أسعد، والذي كان برفقته عدد من ضباط وعناصر “المخابرات الجوية”
رواية النظام وإعلامه البديل انقسمت بين اتهام “داعش” أو “خلايا نائمة” من فصائل “المُصالحة الوطنية” في الضمير. إلا أن مصدراً خاصاً في إدارة “أمن الدولة”، أكد لـ”المدن”، أن استهداف أسعد ومرافقته كان بـ”نيران صديقة” عبر حشوة “آر بي جي” استُهدفت بها نُقطة التثبيت الخاصة بهم. المصدر أكد أن أربعة أشخاص كانوا متواجدين في النقطة لم يُقتلوا، على خلاف المُخطط له، ونقلوا إلى مشفى تشرين العسكري في محيط حي برزة بالعاصمة دمشق، وسط حراسة مُشددة، ومنعت الزيارات إلا للضباط المسؤولين عن القضية، مع تأكيدات للجرحى واقناعهم باستهداف “داعش” لهم.
وأشار المصدر إلى أن التحقيق قد أٌغلق تماماً بـ”أوامر عُليا”، بعد تسجيل الحادثة على أنها استهداف نفذه “دواعش”، مع رفض أكثر من طلب تقدمت به جهات أمنية للمسؤولين عن ملف الضمير لمداهمة المنطقة واعتقال شبابها بحجة استهداف أحد الضباط من قبل “عناصر التسويات”، على غرار ما جرى في مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، والتي شهدت حواجزها هجوماً مُسلحاً انتهى بإغلاق المدينة بشكل كامل وإجراء مُداهمات خلفت عشرات المُعتقلين.
ويتداول كِبار ضباط النظام، وفقاً للمصدر، كلاماً حول اقتراب موعد تصفية عشرات الضباط، المسؤولين عن جرائم حرب، خاصة في ملفي المُعتقلين والكيماوي، على يد جهات تابعة لروسيا بشكل مُباشر. إذ تسعى روسيا لإعادة “هيكلة الدولة” وإغلاق الملفين الأكثر تعقيداً دولياً، وإبعاد كل متورط بشكل مباشر عن الواجهة، خاصة المدعومين إيرانياً.
وقتل مع العميد أسعد، اثنان من أشهر ضباط “المخابرات الجوية”، سليمان اسماعيل، رئيس مفرزة “الجوية” في طرطوس سابقاً، وعمّار محرز المُقرب من اللواء جميل الحسن. وكان قد تم نقل اسماعيل ومحرز إلى نقاط التثبيت في محيط الضمير وجسر بغداد، بعد انتهاء مهام عسكرية مُوكلة لهم في محيط دمشق.
مصدر “المدن”، قال إن أسعد كان واحداً من القائمين على استهداف الغوطة الشرقية لمرات بالغازات الكيماوية السّامة، وواحد من أهم الضباط الذين أشرفوا على عملية نقل الصواريخ المُحمّلة بالغازات إلى مطار الضمير ومنه إلى منصات الإطلاق، وأحد المُقربين من مليشيا “حزب الله” اللبنانية التي تنتشر حالياً في جرود القلمون.
وشغل أسعد منصب ضابط أمن مطار الضمير، والمسؤول الأمني عن ملف المدينة بُعيد تهجير فصائل المُعارضة منها نحو الشمال السوري، وهو واحد من أشهر الضباط الذين ساهموا بقمع الحراك السلمي في قرى القلمون الشرقي، وتسبب باعتقال وقتل المئات خلال السنة الأولى من الثورة، لينتقل بعدها إلى مُفاوض سرّي بين النظام والفصائل التي هادنت النظام لسنوات في المنطقة، مُشرفاً على تهجير الفصائل وإتمام “المُصالحة الوطنية” في المنطقة.
المصدر: جريدة المدن الالكترونية