كشفت الحكومة الروسية الثلاثاء الماضي 8 شباط، عن نص مشروع اتفاقية مع بيلاروسيا بشأن إرسال الأخيرة قوات إلى سوريا، وذلك بعد ساعات من تضارب المعطيات بشأنها.
ونشرت الحكومة الروسية مشروع الاتفاقية الموقع في الثالث من شباط الجاري، على منصّتها الإلكترونية، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، كلّف وزارتي الدفاع والخارجية الروسية بالتفاوض والتوقيع على الاتفاقية مع الجانب البيلاروسي.
ونوّهت الصحيفة على أنّ الوثيقة استندت إلى اتفاقات ثنائية موقعة بين موسكو ومينسك، بينما لم يُشر إلى موقف سوريا من إرسال قوات إلى أراضيها، إلا عبر إشارة واهية عن أنّ “دمشق طلبت في وقت سابق انخراط قوات بيلاروسية في مهام إنسانية”.
وأكّدت الصحيفة أنّ الاتفاقية التي تنظّم وجود القوات الروسية في سوريا لا تتضمن بنداً يمنح موسكو الحق في زج قوات أجنبية في سوريا، وهو ما يفتح على سؤال حول مدى قانونية توقيع الاتفاقية مع بيلاروسيا.
ورأت الصحيفة أنّ “توقيت وشكل الاتفاقية يعكس مجدداً مساعي لربط المواجهة الروسية مع الغرب، مع الوضع في سوريا، خصوصاً أن بيلاروسيا تقف إلى جانب موسكو عسكرياً في الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة”.
200 جندي تحت مظلة الروس
وبدأ الحديث عن إرسال قوات بيلاروسية إلى سوريا منذ العام الماضي، لكنّه أُعيد مؤخّراً عبر تأكيد وكالة أمريكية لمشروع الاتفاقية بين روسيا وبيلاروسيا، وسط حديث عن 200 جندي بيلاروسي يعملون في سوريا تحت مظلة الروس، و”العمليات الإنسانية”.
ونشرت الصحيفة نص مشروع الاتفاقية باللغة العربية، والذي يتألف من 13 مادة، آخرها أنّ الاتفاقية لا سقفاً زمنياً محدداً لها، وتدخل حيز التنفيذ بعد تبادل إشعار خطي من الطرفين بإنجاز الخطوات القانونية الخاصة بالمصادقة عليها لدى كل طرف.
وتقول المادة الأولى من المشروع أنّ القوات العسكرية البيلاروسية تنخرط في تنفيذ مهام إنسانية فقط بعيداً عن مناطق العمليات القتالية، وتتمركز في أماكن انتشار القوات الجوية الروسية.
وينص أحد بنود الاتفاقية أنّ الوحدة العسكرية البيلاروسية عددها 200 جندي، لكنّه يضيف أنّ “تحديد تعداد القوات العاملة في سوريا وهيكلها ومهامها، يتم إقراره من جانب الجهة صاحبة التفويض في جمهورية بيلاروسيا”.
ونفى رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو الأخبار بشأن إرسال قواته إلى سوريا بموجب نص الاتفاق الذي كشفته وسائل إعلام، وقال: ليس لدينا ما نفعله في سوريا.
وأضاف لوكاشينكو إنّ الأخبار التي زعمت أننا أرسلنا جنوداً إلى سوريا بطلب من روسيا مزيّفة ولا أساس لها من الصحة”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء البيلاروسية.
وأعربت المعارضة البيلاروسية عن رفضها لإرسال جنود إلى سوريا، مشيرةً إلى أنّ رئيس البلاد ينفذ رغبات الرئيس الروسي فلاديمير كرد على تثبيته في الحكم.
وتدخلت روسيا عسكرياً في سوريا بدعوة من النظام السوري في خريف 2015، ليدخل تحت غطائها “جيش المرتزقة فاغنر“، الذي قاتل إلى جانب النظام وارتكب جرائم حرب، وفقاً لتقارير تنفيها موسكو.