تستمر المعارك جنوبي دمشق، لليوم العشرين على التوالي، بين مليشيات النظام يدعمها سلاح الجو الروسي، وتنظيم “داعش” الذي يخسر يوماً بعد يوم أجزاءً من مناطق سيطرته في مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود.
وشنّ تنظيم “داعش”، فجر الثلاثاء، هجوماً عنيفاً استخدم فيه أنفاقاً لم يتمكن النظام من اكتشافها، باتجاه المشفى الياباني على محور مدينة يلدا، وهجوماً آخر على مواقع النظام في حي الحجر الأسود، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر النظام، وانسحاب عناصر التنظيم إلى مواقعهم الخلفية من جديد.
النظام استطاع السيطرة على أحياء المادنية والعسالي والحجر الأسود والتقدم في التضامن ومخيم اليرموك، لتبقى أجزاء من التضامن والمخيم تحت سيطرة التنظيم وسط محاولات مستمرة من قبل النظام لفصل مخيم اليرموك إلى قسمين، كما فعل سابقاً عندما استطاع الفصل بين مخيم اليرموك والحجر الأسود، ما اضطر مقاتلي التنظيم للانسحاب.
انسحاب فصائل المعارضة، وتسليم جبهاتهم مع تنظيم “داعش” للنظام سهل على الأخير التقدم بشكل مريح نظراً لامتداد الجبهة على مساحة كبيرة، فضلاً عن الاتفاق الذي انتهى بخروج “هيئة تحرير الشام” من غربي مخيم اليرموك. وأتاح ذلك للنظام فرصة للتقدم في عمق المخيم أيضاً.
مصدر مقرّب من تنظيم “داعش” داخل مخيم اليرموك، أكد لـ”المدن” الانهيار الكبير الحاصل في صفوف التنظيم، نتيجة القصف المكثف الذي يطال المنطقة يومياً، وفقدان معظم النقاط الطبية الميدانية نتيجة ذلك القصف، وفقدان معظم المواد الطبية.
وأكد المصدر أن عدد القتلى لدى التنظيم تجاوز 300 عنصر، بينهم قياديون وعناصر من “قوات النخبة” ذات التدريب العالي، فضلاً عن خسائر كبيرة في مستودعات الأسلحة والذخائر والعربات المُدرعة، إضافة إلى خسارة معظم المستودعات التي تحوي المواد الغذائية في مربع “الجزيرة” الذي كان يُعتبر العصب الرئيسي للتنظيم نتيجة كثرة المستودعات الغذائية والعسكرية فيه.
مصدر خاص لـ”المدن” أكد خروج 3 أشخاص، بينهم قيادي، كانوا موجودين ضمن مناطق سيطرة التنظيم، كعُملاء لمخابرات النظام. وخرج العملاء بعد انتهاء المهام الموكلة لهم إلى مدينة دمشق، عبر أنفاق تنتهي في مناطق سيطر عليها النظام مؤخراً في الحجر الأسود.
ورغم المعارك الجارية في المنطقة، لم تتوقف عمليات الهروب بالتنسيق مع ضباط النظام ومليشياته على النقاط الهادئة والمُحيطة بمناطق سيطرة التنظيم. مصادر محلية قالت لـ”المدن” إن مجموعة مؤلفة من 25 عنصراً خرجت قبل أسبوع باتجاه مدينة ادلب عبر حافلة تابعة للنظام بعد دفع 5000 دولار عن الشخص الواحد.
خروج عناصر التنظيم باتجاه مدينة إدلب والخسائر التي لحقت بصفوف عناصر النظام، أحدثت مشكلة بين الروس وقيادة المليشيات الموالية العاملة على الأرض، وسط اتهامات روسية لمخابرات النظام بفشل العملية الاستخباراتية التي كانت تنفذها عبر دعمها للتنظيم خلال السنوات الماضية، والتي انقلبت سلباً على النظام السوري وأدت إلى خسارة قرابة 400 عنصر وضابط خلال 20 يوماً من المعارك.
ويعيش عشرات المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم وسط ظروف إنسانية سيئة جداً نتيجة القصف المكثف الذي يطال مناطق سيطرة التنظيم. الجانب الروسي كان قد سمح بخروج 70 شخصاً من مخيم اليرموك إلى بلدة يلدا خلال الأيام الماضية بعد تنسيق مع جهات فلسطينية. فيما تقول مصادر إعلامية إن قرابة 1000 مدني لا يزالون في مناطق سيطرة “داعش”.
المصدر: جريدة المدن الالكترونية.