توجه وفد روسي يوم أمس، الثلاثاء 27 آذار، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام غرب مخيم اليرموك في مدينة دمشق.
وقالت صفحة “اليرموك عين الحقيقة” أن وفداً روسياً دخل للقاء قيادات في هيئة تحرير الشام دون توضيح الأسباب.
وتأتي زيارة الروس على خلفية أنباء باقتراب خروج مقاتلي الهيئة المُحاصرين في مخيم اليرموك إلى مدينة ادلب استكمالاً للاتفاق المُبرم مع فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية والذي يقضي بخروج مقاتليه مع مقاتلي هيئة تحرير الشام نحو الشمال السوري وتسليم المنطقة.
وقال مراسلنا في مخيم اليرموك أن تنظيم داعش بدأ بعمليات تدشيم جديدة ونشر لمقاتليه وقناصيه وتعزيز خطوط التماس مع مقاتلي الهيئة منذ أيام بعد تسرّب أخبار تفيد باقتراب خروج مقاتلي الهيئة.
وتشهد منطقة سيطرة تحرير الشام تخوف من تكرار السيناريو الذي حدث في منطقة المادنية التابعة لحي القدم، حين أقدم التنظيم على شن هجوم كبير خلال خروج فصائل المعارضة التي كانت تُسيطر على الحي.
وكان تنظيم داعش قد شنن هجمات متعددة استهدفت مقاتلي الهيئة على خلفية خروج وفد من مناطق الهيئة التقى بضباط في فرع الأمن العسكري تخلله حضور للروس وقياديات في الأمن القومي بحثوا خلاله مسألة خروج مقاتلي الهيئة نحو شمال سوريا، ولم تثمر المفاوضات في ذلك الوقت أي نتيجة.
وأكمل الوفد الروسي الذي زار مناطق هيئة تحرير الشام جولته في جنوب دمشق باتجاه مناطق التماس بين فصائل المعارضة المسلحة وميليشيات النظام عند حاجز “سيدي قداد”.
والتقى الوفد الروسي عدد مُمثلين عن البلدات الثلاث (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، وبحثوا مصير المنطقة، بحسب ما أفاد موقع “ربيع ثورة”. الموقع أكد أن الدعوة جاءت من الجانب الروسي.
وبحسب “ربيع ثورة” فإن الروس طرحوا مبادرة الخروج الآمن لغير الراغبين بتسوية أوضاعهم من المقاتلين والمدنيين إلى جنوب سوريا وشمالها، على أن يجري لقاء آخر بداية الأسبوع المُقبل بعد طلب الفصائل مدة زمنية للتشاور.
وبحسب مصادر “صوت العاصمة” فإن الدعوة الروسية جاءت بشكل مفاجئ، ولم يحضر الاجتماع مع الجانب الروسي سوى ممثلين عن فصائل فرقة دمشق وشام الرسول وجيش الأبابيل ، في حين لم تحضر اللجنة السياسية الممثلة للبلدات الثلاث وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وتأتي زيارة الروس بعد أيام على اجتماع ممثلي الفصائل جنوبي دمشق، وبحث مصير المنطقة تزامناً مع تدهور الوضع العسكري في الغوطة الشرقية، قدمت خلاله لجنة المصالحة في بلدة بيت سحم عرضاً يقضي بإجراء تهدئة مع النظام السوري ومحاربة تنظيم داعش الذي يُسيطر على عدة أحياء في المنطقة.
وبحسب مصادر “صوت العاصمة” أن الاجتماع شهد خلافًا حادًا وتباينًا في الآراء، وانقسام بين مؤيد ومعارض لقرار الخروج نحو الشمال السوري، وتسليم المنطقة لقوات الأسد بدون قتال.
وأبدت فصائل “فرقة دمشق، جيش الأبابيل، حركة أحرار الشام الإسلامية، شام الرسول” استعدادها للخروج إلى مدينة إدلب مباشرة دون الوصول لمرحلة قتال التنظيم بالتنسيق مع النظام، بينما عارض فصيل “جيش الإسلام” القرار المشترك للفصائل المذكورة، داعيًا إياها إلى “الصمود حتى آخر رمق”، دون تحديد الجهة التي يتوجب على تلك الفصائل قتالها.
زيارة الروس لنقاط التماس بين المعارضة والنظام جنوبي دمشق لم تكن الأولى، ولكن الزيارة الماضية كانت للاطلاع على سير الأمور بالنسبة للحاجز الفاصل بين المنطقتين، والذي يستخدمه السكان المحليين للخروج نحو مدينة دمشق، وأجرى الروس حينها استطلاع رأي للمدنيين حول معاملة عناصر الحاجز التابع للأمن العسكري وسط وعود بتقديم تسهيلات لهم من أجل مسألة الدخول والخروج نحو مدينة دمشق .
ويأتي التدخل الروسي في جنوب دمشق في الآونة الأخيرة بعد المجزرة الكبيرة التي نفذها عناصر تنظيم داعش بميليشيات النظام إثر هجوم كبير على منطقة المادنية، قُتل خلاله عشرات العناصر بحسب مصادر مقربة من التنظيم والنظام معاً.
مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” لدى النظام أكدت أن خروج فصائل المعارضة في حي القدم لم تكن على تنسيق مع الروس، وأن هجوم التنظيم على تلك المنطقة تسبب بموجة غضب كبيرة من قبل الضباط الروس الذين يُشرفون بشكل مباشر على سير العمليات العسكرية في كامل دمشق وريفها.
وجاءت صفقة التبادل بين تنظيم داعش والنظام السوري وإخراج قيادي جريح للتنظيم لتلقي العلاج في مشفى المهايني وموته داخل المشفى لتزيد من التوتر بين الروس وميليشيات النظام وفروعه الأمنية المسؤولة عن المنطقة بسبب عدم التنسيق أيضاً مع الجانب الروسي والعمل بشكل منفرد لتحصيل جثث مقاتلي النظام لدى داعش.
ما جرى في حي المادنية جعل الروس يصدرون أوامر بإقالة رئيس فرع المنطقة 227 التابع للأمن العسكري وتحويله للتحقيق مُباشرة وتعيين آخراً موالياً للروس بدلاً عنه، وكف يد الميليشيات عن المنطفة وتسلّم ملف الجنوب الدمشقي كاملاً وعرقلة عملية التفاوض الجارية مع تنظيم داعش لاستعادة جثث العناصر وتأجيل العملية حتى الانتهاء من ملف الغوطة الشرقية.
وتدور أحاديث في الاوساط العسكرية لدى النظام عن مفاوضات لخروج مقاتلي التنظيم نحو حوض اليرموك جنوب سوريا، تزامناً مع المفاوضات الجارية مع فصائل المعارضة المسلحة في البلدات الثلاث، وهيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك.