صوت العاصمة – خاص
تشهد أحياء العاصمة دمشق منذ صباح اليوم، الثلاثاء، اشتباكات متقطعة على أكثر من محور بين تنظيم داعش والميليشيات الموالية للنظام من جهة، وبين التنظيم وفصائل المعارضة من جهة أخرى.
وتتركز الاشتباكات في أطراف حي القدم الدمشقي ومحيط حي التضامن وكذلك محاور بلدة يلدا في نقاط التماس بين التنظيم وفصائل المعارضة المسلحة.
واستهدف نظام الأسد عبر سلاح الجو الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش جنوب دمشق، مما تسبب بموجة نزوح كبيرة إلى البلدات المجاورة عبر معبر العروبة – بيروت، الفاصل بين مناطق سيطرة التنظيم ومناطق سيطرة المعارضة.
وتزامنت الاشتباكات جنوب دمشق مع استنفار أمني وعسكري في الأحياء المجاورة الخاضعة لسيطرة النظام، حيث علمت شبكة “صوت العاصمة” من مصادر أهلية في حي التضامن عن استقدام تعزيزات من الدفاع الوطني من جبهة جوبر خوفاً من هجمات جديدة قد يشنها التنظيم على الحي.
وكثف النظام التواجد العسكري والأمني في محيط حي القدم من جهة بوابة الميدان، فضلاً عن تعزيزات عسكرية وصلت إلى محيط “تاون سنتر مول” ومحيط حي “نهر عائشة” وسط تشديد أمني وتسيير دوريات ليلية في أحياء الميدان والزاهرة وصولاً لأتوستراد صحنايا، والتدقيق الأمني المستمر على بعض الحواجز العسكرية المحيطة بتلك الأحياء.
وقالت مصادر موالية للنظام أن وحدات من الجيش والميليشيات الموالية قد دخلت فجر اليوم حي القدم بعد إنهاء عملية إخلاء مقاتلي المعارضة وعوائلهم باتجاه الشمال السوري.
وكان حي القدم قد شهد يوم أمس تغييرات في خريطة السيطرة وتوزع القوى، حيث استطاع تنظيم داعش بسط سيطرته على أجزاء واسعة من حي “المادنية” التابع للقدم، عقب هجوم عنيف شنه مقاتلو التنظيم على الحي، تزامناً مع خروج مقاتلي المعارضة نحو الحافلات التي ستنقلهم نحو مدينة ادلب.
وتخللت الاشتباكات عمليات قنص متبادلة بين التنظيم وميليشيات النظام مما تسبب بمقتل وجرح عناصر من الطرفين وإصابة عدد من المدنيين.
واستهدف التنظيم خلال تلك الاشتباكات أحياء التضامن وأطراف مخيم اليرموك وحي الزاهرة الخاضعين لسيطرة النظام بعدد كبير من قذائف الهاون مما تسبب بمقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
وكان التنظيم قد عزز من قوته العسكرية في حي العسالي المجاور لحي القدم في الأيام الماضية بمدافع هاون ورشاشات ثقيلة، وسط تهديدات لفصائل المعارضة باقتحام الحي في حال خروجهم وتسليمه للنظام.
ويسعى تنظيم داعش إلى توسيع رقعة تواجده العسكري عبر السيطرة على أجزاء من حي القدم، وتعزيز أوراق الضغط لدى التنظيم لإبقاء معبر (القدم – عسالي) مفتوحاً باتجاه دمشق أمام حركة المدنيين والقوافل التجارية بعد خروج فصائل المعارضة المسلحة باتجاه شمال سوريا، خوفاً من حصار جديد تتعرض له مناطق سيطرة التنظيم في حال إغلاق المعبر.
ويسيطر تنظيم داعش جنوب دمشق على مساحات واسعة من مخيم اليرموك وكامل الحجر الأسود وحي العسالي، وأجزاء من حي التضامن، وله معبرين رئيسيين أحدهما مع المعارضة المسلحة في بلدة يلدا (العروبة – بيروت) والآخر مع دمشق (القدم – عسالي)