كشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” عن قرب انتهاء مسحات PCR اللازمة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا في دمشق، إضافة للنقص الكبير في الوسائل الوقائية والكمامات، تزامناً مع نقص الأوكسجين الذي تُعانيه المشافي الحكومية.
وقالت المصادر إن الصحة أصدرت توجيهات لكوادرها، تقتضي إجراء المسحات للحالات الاضطرارية فقط، ريثما تصل مساعدات طبية جديدة إلى سوريا، على غرار المساعدات الطبية الصينية والروسية التي أُرسلت في وقت سابق.
وأضافت المصادر أن الواقع الطبي في مشفى “ابن النفيس” متردٍ جداً، وأن الإجراءات الوقائية فيه شبه معدومة، على الرغم من وجود عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا في المشفى.
أحد الأطباء العاملين في مشفى “ابن النفيس” قال لـ “صوت العاصمة” إن جميع الأطباء في المشفى يتناوبون على ارتداء بدلة الوقاية الوحيدة المتوفرة أثناء معاينة المصابين، مؤكداً أنها لا تخضع لعمليات التعقيم الصحيحة قبل الاستخدام وبعده.
وأشار الطبيب إلى أن المشفى يعاني من نقص بالكمامات أيضاً، مبيّناً أن بعض الممرضين يعملون على إخفائها عن أطباء ومنحها لأطباء آخرين، ما دفع الكثير منهم لشرائها من خارج المشفى على نفقتهم الخاصة.
طبيب آخر عامل في المشافي الحكومية بدمشق، قال في مقطع صوتي تداوله قاطني العاصمة، إن وضع انتشار الفيروس في دمشق وريفها في تصاعد مستمر، إلا أنه لم يصل مرحلة الانفجار بعد، مؤكداً أن المشافي لا تمتلك القدرة على إجراء مسحات PCR للجميع.
وأضاف الطبيب أن معظم المشافي الحكومية بدمشق تحولت لمراكز حجر صحي، وأن توزع الإصابات بينها يختلف من مشفى لآخر، مبيّناً أن أقل الإصابات تتواجد في مشفى المواساة، وأكثرها في الأسد الجامعي ابن النفيس والمجتهد.
وأشار الطبيب إلى أن أعراض الإصابة بالفيروس تختلف بين بلد وآخر، مؤكداً أن أعراضها في سوريا تأتي على شكل حرارة وآلام مفصلية وعضلية، أو أعراض هضمية إلى جانب الحرارة.
معظم الحالات التي أُجري لها صور داخلية، أوضحت أن تأثير الإصابة على الرئتين والجهاز التنفسي “الإصابة المميتة” خفيفة جداً، على خلاف البلدان الأخرى التي ظهر فيها الفيروس كإصابة رئوية قاتلة بمعظم حالاتها، بحسب الطبيب.
وبيَّن الطبيب أن أعداد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس، ارتفعت لتبلغ 25 إصابة يومياً منذ منتصف الأسبوع الفائت، معظمهم من أصحاب الأمراض المتقدمة كالأورام والقصور الكلوي والقصور التنفسي.
وأكَّد الطبيب أن المرضى يعانون من الرعاية الصحية المتردية من قبل الممرضين، ولا سيما الكادر التمريضي المناوب ليلاً، واصفاً تصرفات الممرضين بـ “التنمّر”.
وبحسب الطبيب فإن الكوادر الصحية فضلت إبقاء عدد من المصابين في منازلهم لتلقي الرعاية الصحية من ذويهم بشكل أفضل من الممرضات، لافتاً أن الحالات الوحيدة التي يتم قبولها في المشافي هي التي يُعاني أصحابها من نخر رئوي شديد، مع قصور تنفسي.
وختم الطبيب تسجيله: “من لم يُصاب خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول، بدأت تظهر عليه أعراض الإصابة الآن، ومن لم تظهر عليه أعراض الإصابة الآن، سيُصاب لاحقاً”، مضيفاً: “الكل بدو ينصاب، كلكن يعني كلكن”.
كشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” قبل يومين أن معظم المشافي الحكومية في العاصمة دمشق تُعاني نقصاً كبيراً بكميات الأوكسجين، إضافة لقطع صيانة وتبديل أجهزة التنفس، مشيرةً إلى أن أقسام العناية المشددة ممتلئة فيها منذ أيام، فيما عمدت إدارات المشافي الحكومية إلى خفض كميات الأوكسجين الممنوحة للمرضى من أصحاب الحالات الحرجة، واقتصرت الرعاية فيها على حقن الالتهاب والمراقبة السريرية.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير