صوت العاصمة – خاص
بدأت الأحياء التي تسيطر عليها الميليشيات الشيعية في العاصمة دمشق بالتحضيرات لإحياء أيام عاشوراء التي تستمر قرابة عشرة أيام من بداية كل سنة هجرية.
وارتفعت الرايات السوداء التي تحمل عبارات طائفية على جدران تلك الأحياء، مع صور للخامئني وكبار رجالات الدين الإيرانيين والعراقيين، وآخرى لنصر الله الأمين العام لميليشيا “حزب الله اللبناني”.
وشهدت مناطق (زين العابدين، شارع الأمين، الشاغور، العمارة، السيدة زينب) البدء بالتحضيرات منذ اليوم الأول من محرم، بتجهيز الخيام لإقامة مجالس العزاء، وتزيين المنطقة بالأضواء وتحضير المواكب الدينية، والفرق الاستعراضية التي تقوم بمسرحيات تُعيد فيها ذكرى مقتل الحسين بن علي، حيث يتخذ أحد الشبان شخصية الحسين، وتقوم معركة وهمية حيث يُقتل، فيبدأ اللظم ويتم تشييع جثمانه، وتُقام مجالس العزاء. ويعتبر موكب “شباب علي الأكبر” أكثر المواكب التي تقوم سنوياً بتلك المسرحيات، والتي تعتبر طقساً من طقوس إحياء عاشوراء.
في حي زين العابدين بمنطقة المهاجرين، تستعد الميليشيات الشيعية لاستقبال عاشوراء أيضاً، فقد تم نصب الخيام ورفع رايات الحسين ورايات حزب الله، وتغطية الجدران بالسواد وإعلاء اللطميات وإغلاق بعض الطرقات أمام حركة السيارات تحضيراً لإقامة مجالس العزاء.
دمشق القديمة أيضاً بدورها، تشهد هذا العام زيادة ملحوظة بنسبة التواجد الشيعي مع ارتياح كبير في التحضيرات التي تجري، خاصة مع فرض هدنة مع مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وغياب الهاون منذ أشهر طويلة عن تلك الأحياء القديمة، التي تسيطر عليها الميليشيات الشيعية بشكل مباشر والذي يعتبر أبرزها محيط مقام رقية القريب من المسجد الأموي.
أما في السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، اُنزلت الرايات المعلقة على المقام، وتم تبديلها برايات سوداء تحميل عبارات طائفية، ككل عام، وأقيمت مجالس العزاء منذ اليوم الأول، وسط حضور كبير لقيادات شيعية ورجال دين وعدد من الأشخاص الذين يحملون صفة “رادود” والمختصين بإنشاد اللطميات. فقد وصل الرادود “حسن الكربلائي” إلى مدينة دمشق مساء الخميس الماضي، عبر مطارها الدولي قادماً من النجف للمشاركة في مجالس عزاء عاشوراء، واكتظت فنادق المنطقة بمئات الزوار الوافدين من لبنان وإيران والعراق لحضور مراسم عاشوراء في السيدة زينب، كما شهدت دمشق منذ أيام حضور وفود إعلامية عراقية إيرانية لتغطية أيام عاشوراء في أحياء دمشق الخاضعة لسيطرة الشيعة، وبالتزامن مع التحضيرات لمراسم عاشوراء، تستنفر الميليشيات الشيعية عناصرها في مناطق سيطرتها، لحماية المناطق من أي دخيل إليها، مع إجراءات أمنية مشددة وتفتيش دقيق للمارة من حواجزهم.