أثارت التسجيلات المصورة التي نشرها “رامي مخلوف” مؤخراً، موجة من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رافقتها بعض التحليلات التي تطرقت إلى ما وراء هذا الظهور غير المسبوق، وفي هذا التوقيت بالذات.
أحد المعلقين كان “فراس الأسد”، ابن عم رأس النظام “بشار الأسد”، الذي شبّه ما يحصل بين عائلتي مخلوف والأسد، بما حصل بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت في ثمانينيات القرن الماضي، حين طُلب من رفعت التنازل عن قوته العسكرية، وهو ما حصل، واليوم يُطلب من رامي مخلوف التنازل عن ثروته الهائلة الموجودة في سوريا.
وأضاف “فراس” في منشور عبر صفحته في فيسبوك، أن “رفعت الأسد عندما بلغ مرحلة الهزيمة، نظّم مؤتمراً وخطب بالمئات من الأشخاص، وراح يتحدث عن حبه لدمشق، ويبرر خروجه بحرصه على دمشق وخوفه عليها من حرب مدمرة”، بالرغم من “الفارق الكبير طبعًا بين وزن رفعت الأسد ومكانته في الثمانينيات، ووزن الريشة -أو البرغشة – الذي يتمتع به اليوم السيد رامي”.
وأشار إلى أن هذا ما بدأ “رامي” بفعله، حيث “وصل إلى مرحلة الهزيمة، وينظم المؤتمر تلو الآخر على شكل فيديوهات، ليتحدث عن حبه للفقراء وحرصه عليهم وهو، وأبوه من قبله، أكثر من أسهم في سرقة الشعب السوري وفقراء الشعب السوري”.
وأكد “فراس” أن القضية متشعبة، وأكبر بكثير من مشكلة تهرب ضريبي، حيث ذكر أنها تدور حول مليارات الدولارات التي تم التلاعب بها، وتهريبها وإخفائها عن عيون القصر خلال السنوات العشر الماضية، “ورامي مطالب اليوم بالتنازل عن أملاكه الضخمة الموجودة في الخارج”.
“دريد الأسد” شقيق “فراس”، عبر عن رأيه بدوره، خلال رده عن بعض تساؤلات متابعيه، بقوله ” الحقيقة للأسف ما كان موفق ابداً لا في الشكل ولا في المضمون”، مضيفاً، في إشارة إلى عائلة الأسد، “واحد مسيطر على 60% من الاقتصاد السوري بيحقلو طبعًا يحكي معكون بهذه الفوقية!”.
وأضاف أن “سياق العبارات التي خاطب فيها السيد الرئيس على الميديا فيها إساءة لمقام رئاسة الجمهورية بشكل مباشر”.
وظهر “رامي مخلوف”، ابن خال رأس النظام “بشار الأسد”، في مقطعين مصورين، خلال أقل من أسبوع، تحدث في الأول عن خلاف مالي بمليارات الدولارات، بين شركاته وحكومة النظام، التي اعتبر أنها غير محقة، لأنها تعتمد على عقود تمت بموافقة الطرفين، ولا يحق لأحد أن يغيرها، ومن حقه أن يعترض، مناشداً “بشار الأسد” لمساعدته في حل القضية.
وعاد “مخلوف” في تسجيلٍ ثانٍ حمل اسم “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”، ليكشف عمّا اسماها “تطورات خطيرة” في القضية القائمة بينه وبين “هيئة الاتصالات”، ويشير إلى تعرضه لمعاملة “غير إنسانية” سينتج عنها كارثة، وأنه يتم استهداف ثروته بشكل مباشر، كما وجه رسائل مبطنة بقوله: “ستكون هناك أيام صعبة وأنا جاهز لها”، كما أنه “في حال استمر الأمر على هذا النحو سيكون الأمر خطيراً”.
وكشف، للمرة الأولى، عن بعض الإجراءات التي طُبقت ضده، والتي تظهر مدى جدية وعمق الخلاف بينه وبين ابن عمته “بشار الأسد” والدائرة المحيطة به، حيث أشار إلى اعتقال عدد كبير من موظفي شركاته، بينهم مدراء، متسائلاً: “كيف يتم اعتقال من دافع عن النظام وعن الرئيس، وكيف يتم التعامل بهذه الطريقة مع شركات ومؤسسات كانت أكبر داعم وأكبر خادم لهذه الأجهزة الأمنية”.