كشفت مصادر أمنية الإثنين 8 كانون الثاني الجاري أنّ بشار الأسد وحسن نصر الله استجابا للتهديدات التي وجهتها إسرائيل لهما في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل فلسطينية ضد إسرائيل مطلع تشرين الأول الفائت.
ونقلت وكالة رويترز عن المصادر قولها إنّ الإمارات نقلت التهديدات الإسرائيلية لرئيس النظام السوري بشار الأسد والذي نأى بنفسه عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولم يدعم أي إجراء لدعم حماس.
بدوره أخذ زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، لأنه كان سيفقد ما بنته الميليشيا في سوريا خلال السنوات الأخيرة، وفقاً للمصادر الأمنية.
ونصّ التهديد الذي حملته الإمارات للأسد على قطع شرايين الحياة عن سوريا في حال واصل النظام السوري السماح للحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله بترسيخ تواجدهم في سوريا واستخدم أراضيها لنقل وتهريب الأسلحة.
وكررت الحكومة الإسرائيلية قولها عدة مرات إنها لا تسعى لفتح جبهة حرب ثانية على حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان، فيما لا يريد النظام السوري أيضاً الدخول في مواجهة مفتوحة ضد إسرائيل، حسب ضابط في المخابرات العسكرية السورية.
وأشار الضابط إلى أنّ الهجمات التي نفذتها إسرائيل على مواقع في سوريا عقب عملية طوفان الأقصى تركزت على ضرب بنية تحتية عسكرية في جنوب سوريا الذي يعتبر خط المواجهة الأول مع إسرائيل.
واستهدفت تلك الهجمات على وجه الخصوص أنظمة الرادار والرصد والإنذار المبكر وأنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة لاستهداف أفراد وقياديين من ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بعضهم كان يخطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل من داخل الحدود السورية.
وأوضح قيادي في ميليشيا حزب الله أنّ الميليشيا اللبنانية أصبحت تدرك تغيير إسرائيل لقواعد الاشتباك في المنطقة، وأنها لم تعد حذرة من الخسائر الناجمة عن ضرباتها لدى حزب الله أو أي أطراف أخرى.
وأضاف أنّ إسرائيل كانت في السابق تطلق طلقات تحذيرية تجاه شحنات الأسلحة لتتيح لعناصر ميليشيا حزب الله الحرب قبل تدمير الشحنة بضربات دقيقة، لافتاً إلى أنّ إسرائيل أصبحت مؤخراً تنفذ الضربات بشكل مباشر دون أي اعتبار للخسائر البشرية.
وخسرت ميليشيا حزي الله خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من التصعيد الإسرائيلي ما لا يقل عن 19 من كوادرها جراء هجمات إسرائيلية استهدف مواقع داخل سوريا، غالبيتها لشحنات أسلحة ومعدات عسكرية إيرانية كانت معدة للتهريب إلى جنوب لبنان.
وتزامن التصعيد الإسرائيلي تجاه تحركات الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة به في سوريا وجنوب لبنان مع تسلّم بشار الأسد وحسن نصر الله رسائل إسرائيلية تهدد باغتيالهما في 9 تشرين الأول 2023 عن طريق وسطاء كان منهم الحكومة الفرنسية والإماراتية.