اشتكى أهالي منطقة السيدة زينب بريف دمشق من آليات توزيع الخبز وارتفاع الأسعار وغيرها، وذلك بعد عزل المنطقة بشكل كامل، ورفع سواتر ترابية عند مداخلها.
وقال “تلفزيون الخبر” إنه تلقى شكاوى من سكان المنطقة، كان في مقدمتها عودة الازدحام أمام الأفران، بعد أن توقف معتمدي الخبز عن العمل، إضافة لارتفاع أسعار أغلب المواد، وصعوبة في تأمين المواصلات التي تُقل الطواقم الصحية للمستشفيات.
وأشار “التلفزيون”، نقلاً عن أحد المواطنين، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى فيام المحلات برفع أسعار المواد، لتعويض الرسوم التي يتم دفعها للبلدية، مقابل الحصول على تصريح إدخال وإخراج البضائع من المنطقة، لافتاً إلى أن الرسوم التي تُدفع للبلدية عالية، كون الأخيرة تطالبهم بما يترتب عليهم من رسوم قديمة أيضاً، ولا يُعطى التصريح دون دفعها.
وأضاف “التلفزيون” أن المنطقة تعاني من عدم وجود صرافات آلية، وبعض الموظفين لم يحصلوا على رواتبهم حتى الآن، ويمنعون من الخروج لاستلامها، كما لا يوجد في المنطقة أي محطة وقود، ما يضطر الأهالي لشراء البنزين من بعض “مستقلي الميتورات”، الذين يستطيعون النفاذ عبر الحارات لتأمين البنزين، إلا أنهم يبيعونه بأسعار عالية.
ويوجد ٣ محطات وقود قريبة من منطقة السيدة زينب، إلى أنه يُمنع الوصول إليها، لأنها تعتبر خارج المنطقة المعزولة، وهي محطة البيرقدار، ومحطة حجيرة، محطة الديابية.
يذكر أنه تم عزل منطقة السيدة زينب في ريف دمشق مطلع نيسان الحالي وذلك في إطار الإجراءات المتخذة لتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حفاظا على السلامة العامة، وبعد أن تم تسجيل إصابة بفيروس كورونا في أحد المباني.
أغلقت محافظتي ريف دمشق والقنيطرة، الأحد ١٩ نيسان، ورفعت سواتر ترابية على جميع مداخل المنطقة، كما استعانت المحافظة بحاويات القمامة “المليئة”، لإغلاق المنطقة بشكل كامل، ولتمنع المواطنين من الدخول والخروج نهائياً، بما فيهم الموظفين والعسكريين، “لأسباب مجهولة”.
سبق ذلك قرار صدر عن “الفريق الحكومي” في ٢ نيسان الجاري، قضى بعزل منطقة السيدة زينب بشكل كامل، إلا أن الميليشيات الإيرانية أفشلته، ولم تلتزم به، حيث قالت صحيفة “الشرق الأوسط” حينها، نقلاً عن “مصادر أهلية”: “لم يتغير شيء. معظم المسلحين وكثير من الغرباء يدخلون ويخرجون يومياً وعلى مدار اليوم”، واصفةً القرار الصادر عن الحكومة، والذي جاء بعد عزل بلدة عين منين، بـالـ “شكلي، لأنه لا يوجد تطبيق له على الأرض”.
ويعود ذلك، إلى أن السلطة في السيدة زينب هي للميليشيات الإيرانية، فهي التي تتحكم في المنطقة، على الرغم من وجود عناصر من الجيش والشرطة في المنطقة.
وأشارت “الصحيفة” حينها إلى أن الميليشيات الإيرانية “تعتمد في مخالفة قرار العزل والدخول والخروج حصراً”، على طريق مطار دمشق الدولي، الذي تهيمن عليه، لأن الطريق الآخر الواصل بين دمشق والسيدة زينب، والذي يبدأ من حي القزاز على المتحلق الجنوبي، ومن ثم بلدة ببيلا، فبلدة حجيرة، وينتهي بالسيدة زينب، مغلق عند بلدة حجيرة منذ زمن بعيد، “لأن بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم الواقعة شمال السيدة زينب، تعتبر مناطق نفوذ روسية”.