صوت العاصمة – متابعة خاصة
تحدثت مصادر قضائية تابعة لنظام الأسد عن سرقة ما يقارب 20 ألف جهاز خليوي في عام 20166 بدمشق فقط، بينما بلغ مجموع ما تم سرقته منذ بداية العام الحالي حتى الآن 1500 جهاز خليوي، مع إشارة إلى أن معظم عمليات السرقة تتم في الأماكن شديدة الازدحام كالأسواق وطوابير الغاز، خاصة أن المواطنين أصبحوا يضطرون للوقوف في طوابير لأوقات طويلة في انتظار الحصول على متطلبات حياتهم اليومية، بحسب المصدر.
ويأتي تصريح المصادر القضائية كانفصال جديد عن واقع الشارع في دمشق، وتناقض صارخ بين تصريحات اليوم وتصريحات أخرى لوسائل إعلام موالية في أوقات سابقة، حيث أنه وباعتراف كثير من الصفحات هناك عشرات الحالات التي تم رصدها لعملية سطو مسلح لشباب في الشارع، من أناس يرتدون زي عسكري، يتبعون لجهة مجهولة، وكان فريق “صوت العاصمة” قد وثق أكثر من حالة سطو بعضها نهاراً وبعضها في أوقات متأخرة من الليل جرت مع شباب من سكان العاصمة.
وهنا لا ننكر وجود حالات سرقة في الأماكن العامة والمواصلات، ولكنها لن تصل لذلك الرقم، فقيمة “مليار ليرة” في سنة واحدة، بحسب المصادر القضائية، ليست قليلة بالنسبة لأجهزة خليوي فقط، ولكن كل قاطن في جميع يدرك أن عمليات السرقة تلك تجري على حواجز المخابرات والميليشيات الموالية، وعبر عمليات دهم المنازل والمستودعات، وعمليات ابتزاز للشباب تجري عبر عناصر منتشرة في الشوارع، فإما اعتقال تعسفي أو الحصول على المال وجهاز الموبايل.
وبوجود فرع قوي كفرع المعلومات في دمشق، والذي يستطيع مداهمة منزل واعتقال أشخاص بعد ساعة من مكالمة إلى الغوطة الشرقية على سبيل المثال، من المفترض أنه قادر على تحديد موقع الجهاز المسروق، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالسلطة التقنية تستخدم لحماية النظام لا أكثر، وإن أردت أن تسترجع جهازك الخليوي المسروق فربما يتطلب عليك دفع مبلغ يساوي ثمن الجهاز كرشاوى لتحريك القضية .
وبالذهاب إلى محلات وبسطات الخليوي في برج دمشق وسوق “الحرمية” في شارع الثورة ومحيطها، وبعض مناطق دمشق، تجد أن معظم من يبيع الأجهزة الخلوية يعرف يقيناً أنها مسروقة، ولكن لا يبالي، فالمخابرات الجوية تأخذ أتاوة شهرية من المحال والبسطات مقابل السكوت عن بيع الأجهزة المسروقة.
أحد الشباب الذين يعملون في محل لبيع الموبايلات في سورق الحرمية، تحدث لمراسلنا عن قصة جرت في الشهري الماضي، عندما جاءت فتاة وقامت ببيع جهاز خليوي للمحل، وبعد يومين من تشغيله داهمت قوة أمنية تابعة لفرع الدوريات والجوية المحل وقالت أن لديكم جهاز خليوي يحمل الرقم الفلاني، وهو مسروق، ولم يخرجوا إلا بعد أخذ رشوة من صاحب المحل لإغلاق القضية .
آلاف الحوادث التي جرت في دمشق طيلة الأعوام الماضية، مصدرها الوحيد عناصر المخابرات وميليشيات النظام الذين يعيثون فساداً في دمشق، وكل من يعمل في مجال أجهزة الخليوي يعلم أن ذلك المكان يتعامل بالمسروق، وذلك الآخر مدعوم من قبل فلان لتمرير الأجهزة المسروقة، وتلك البسطة تعود للفرع الفلاني، فالأمر أصبح علنياً لا رادع لهم.
وأما عن المحال التجارية التي تحترم نفسها ولا تتعامل بالمسروق، من المستحيل ان تشتري جهازاً خليوي بدون العلبة الخاصة به، والتي تحمل رقمه الخاص، تجنباً لحدوث مشاكل في المستقبل.