صوت العاصمة- خاص
أصدرت لجان المصالحة في مدينة حرستا قوائم تضم اسماء 150 شاب من أبناء المدينة المهجرين إلى الشمال السوري، الراغبين بالعودة إلى المدينة.
وقدم أهالي وأقارب الشبان في المدينة، الاسماء للجان المصالحة بغية الحصول على موافقات أمنية لعودتهم، وذلك بعد تقديم لجان المصالحة ضمانات بحماية الشبان الراغبين بالعودة إلى المدينة.
ولم توضح لجان المصالحة في مدينة حرستا آلية عودة الشبان من الشمال السوري إلى حرستا، وأنها اكتفت بتقديم الضمانات، لتحفيز الأهالي على تقديم اسماء أبنائهم وأقاربهم المهجرين والراغبين بالعودة إلى المدينة.
ويعيش أبناء مدينة حرستا ظروفاً إنسانية صعبة بعد تهجيرهم إلى الشمال السوري، ويقطن معظمهم في مخيمات اللاجئين التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ما دفع بعضهم للتفكير بالعودة إلى مدينته وإجراء تسوية أمنية بعد تقديم لجان المصالحة ضمانات بعدم اعتقالهم.
وأجرت دوريات تابعة للفرقة الرابعة تحوي بمعظمها أبناء حرستا، عملية تفقد شملت بعض منازل المدينة، للسؤال عن الشبان الذين غادروا إلى الشمال السوري مع فصائل المعارضة عام 2018 فيما يشبه الإحصاء والمسح الأمني.
ورفض النظام متمثلاً بالأمن الوطني المسؤول عن إصدار الموافقات الأمنية للراغبين بالعودة من مناطق المعارضة أو دول الجوار، اسماء بعض الشبان الراغبين بالعودة، لأسباب تتعلق مشاركتهم في معارك ضد النظام السوري إبان سيطرة فصائل المعارضة على المدينة، ولوجود تهم تتعلق بالإرهاب والأمن القومي، وليست المرة الأولى التي يتم فيها رفض اسماء شبان كانوا ضمن فصائل المعارضة وهُجروا إلى الشمال السوري لذات الأسباب.
واعتقلت استخبارات النظام، آذار الماضي، شابين اثنين، من أصل خمسة، عادوا من الأراضي التُركية عبر ما يُعرف بـ “لجان المُصالحة الوطنية” وذلك بعد قرابة عام على تهجيرهم إلى الشمال السوري، ودخولهم تهريباً إلى تركيا.
وأرسلت شعبة حزب البعث في مدينة دوما نيسان الفائت، بلاغاً لخطباء المساجد وشيوخ المنطقة، بإبلاغ المدنيين القاطنين في دوما، الذين لديهم أقرباء خرجوا إلى الشمال السوري ضمن التهجير القسري الذي جرى في نيسان 2018، ويرغبون بالعودة إلى ريف دمشق، أن يقوموا بتسجيل اسمائهم لدى لجان المُصالحة افي ثلاث نقط خاصة بالتسجيل تم تحديدها في البلاغ.
ولم تشهد النقاط الثلاث المخصصة لتسجيل اسماء الراغبين بالعودة أي زيارات للمدنيين، رغم وعود لجان المصالحة للأهالي بعدم اعتقال العائدين وإدخالهم إلى مدينة دوما بشكل مباشر وفق مصادر خاصة لصوت العاصمة.
ويتخوف أهالي ريف دمشق عموماً من مسألة العودة، خاصة بعد حدوث عشرات الاعتقالات بحق العائدين خلال الشهور الماضية، ومقتل مدنيين تحت التعذيب آخرهم ابن مدينة دوما “صبحي بويضاني” الذي قضى على يد ميليشيات النظام بعد عودته من الشمال السوري إلى مدينته، فضلاً عن التجنيد الإجباري المفروض على فئة الشباب والرجال ممن هم دون سن الثامنة والثلاثين.
وتتنوع أسباب الاعتقال عند عودة المُهجرين من إدلب وخارج سوريا، بعضها يكون بسبب عدم التواصل مع لجان المُصالحة، أو التورط بأعمال ضد النظام السوري، أو الارتباط بفصائل المُعارضة، وربما مُكالمة هاتفية قد أجراها أحدهم قبل سنوات، يمكن أن تكون سبباً في اعتقاله بعد عودته إلى مناطق سيطرة النظام.
وسبق للنظام السوري أن اعتقل عوائل كاملة بعد عودتها من إدلب وتركيا ولبنان، بالرغم من ترويج روسيا والنظام السوري لضرورة عودة اللاجئين والنازحين داخلياً إلى قراهم ومُدنهم
وأحصت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير لها 638 حالة اختفاء قسري بحق لاجئين عادوا إلى سوريا، قُتل منهم 15 تحت التعذيب، ودعت الشبكة اللاجئين إلى عدم العودة مطلقاً إلى سوريا، بسبب زيف التصريحات الروسية، والتهديد الذي ينتظر اللاجئين العائدين إلى مناطق النظام.