قال موقع عربي 21 في تقرير نشره يوم أمس الأحد، إن الجيش الروسي خسر نحو 117 جندياً نظامياً، وعدداً غير محدد من مسلحي الشركات العسكرية المتعاقدة مع وزارة الدفاع قد يصل إلى 200 عنصراً، إضافة لخسارة 21 طائرة مروحية، مع قرب انتهاء السنة الرابعة لتدخله العسكري في الحرب السورية.
ونقل الموقع عن المحلل السياسي الروسي “أندريه أونتيكوف” قوله إن موسكو تمكنت من تحقيق الهدف الرئيسي لتدخلها في سوريا، والمتمثل بإبعاد المعارضة عن السيطرة على العاصمة دمشق، مضيفاً أنه من المبكر الحديث عن النصر أو الفشل في سوريا، في ظل استمرار تواجد داعش والنصرة في المناطق السورية وتأزم الحل السياسي.
وتابع “أونتيكوف” أن موسكو ساهمت في تشكيل الظروف الملائمة لدفع العملية السياسية الفعالة إلى الأمام، والاقتراب من تشكيل لجنة دستورية، لتشكيل حكومة انتقالية وتنظيم انتخابات عامة بعد ذلك، مشيراً إلى أن الوضع السوري يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة الأمور إلى طبيعتها وضمان عدم عرقلة الحل السياسي.
واعترف المحلل الروسي بأن بلاده تدفع ثمن المشاركة، رغم العقوبات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وأن قلق روسيا من تأثير التطورات في الشرق الأوسط على أمنها القومي اضطرها لمواصلة التدخل، متهماً الولايات المتحدة بالمساهمة في مضاعفة فاتورة الحرب، وجعلها فخ لاستنزاف موسكو.
وبحسب أونتيكوف فإن وجود قوات غير شرعية على الأراضي السورية، كالقوات الأمريكية يعرقل جهود التوصل إلى سلام وهو ما يجبر روسيا على البقاء، مشدداً على ضمان مصالح إيران وإسرائيل، لضمان عدم جعل سوريا ساحة صراع لاصطدام الجانبين.
وأكدَّ المحلل الروسي أن روسيا تدرس كل الاحتمالات، وتأخذ في الحسبان تحول الحرب السورية إلى صراع إقليمي، خاتماً: “اللعبة الأجنبية في سوريا مستمرة، وروسيا تراقب بحذر لتتمكن من مواجهتها، لا سيما محاولة واشنطن فرض التقسيم عبر دعم الأكراد”.
ومن جهته، قال الباحث في العلوم السياسية “محمد الجمل” إن روسيا حققت خلال السنوات الأربع الماضية، جزءاً هاماً من الهدف الرئيسي لتدخلها العسكري في سوريا، المتمثل بتعزيز مكانتها في النظام الدولي، وملء الفراغ الذي يصنعه تراجع المكانة والنفوذ الأمريكي في مناطق عديدة من العالم، أبرزها الشرق الأوسط.
وأضاف الجمل أن الروس خسروا شعوب المنطقة من خلال تدخلهم الدموي المخالف لرغبة الشعب السوري، وهو ما سينعكس سلباً عليهم في حال إنشاء هذه الشعوب أنظمة سياسية تعبر عن تطلعاتها.
ورفض الجمل نظرية الفخ الأمريكي، مؤكداً أن نفوذ الولايات المتحدة كان يتراجع بالفعل منذ أن غاصت في وحل العراق، وكانت متجهة للخروج من المنطقة، وكان لا بد من أن يملأ الفراغ الذي تتركه أحد ما.
وأكدَّ الباحث أن التحدي الأساسي الذي يواجه الروس يتمثل في كيفية الحفاظ على المكتسبات التي حققوها، وأن ذلك الأمر مرهون بتسوية سياسية يقبلها الشعب السوري والنظام، ولا تعارضها إيران أو تركيا أو إسرائيل.
واستبعد الباحث تحقيق موسكو لذلك، مرجحاً استمرار روسيا لسنوات أخرى في دفع ثمن تدخلها من خلال الاحتكاك السياسي والميداني مع الأطراف الأخرى في الصراع لأنها لا تمتلك خطة ناجحة للخروج.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي كانت تعصف بروسيا جراء انخفاض أسعار النفط بشكل حاد عام 2015، والعقوبات الغربية المفروضة عليها، إلا أنها أقدمت على التدخل في سوريا خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، لتحقيق مكاسب كبيرة يرجوها الكرملين من تلك المغامرة، وأنفقت مبالغ قُدرت بـ 3.2 مليون دولار يومياً على الحرب السورية بحسب صحيفة فاينيشال تايمز.