أعلن وزير المالية، محمد يسر برنية، عن توجه عدد من البنوك السعودية للدخول إلى السوق السورية خلال المرحلة المقبلة، بعد أن باشر مصرفان سعوديان بالفعل نشاطهما داخل البلاد.
وأوضح برنية، في تصريحات لصحيفة الاقتصادية السعودية على هامش مشاركته في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقد في الرياض، أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعميق التعاون المالي والمصرفي بين دمشق والرياض، وتعكس مرحلة جديدة من التقارب الاقتصادي بين البلدين عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وأشار إلى أن توسّع النشاط المصرفي السعودي في سوريا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على تنشيط القطاع المالي وتعزيز الثقة بالبيئة الاستثمارية، مؤكداً أن الحكومة السورية تعمل على تحديث الإطار التشريعي والتنظيمي لتسهيل عمل المصارف الأجنبية.
وكشف برنية عن إطلاق قنوات مالية مباشرة لتحويل الأموال بين السعودية وسوريا، موضحاً أن بعض البنوك بدأت بالفعل تنفيذ عمليات تحويل مباشرة، ما يسهم في طمأنة المستثمرين والمغتربين ويخفف من العقبات التي واجهت التحويلات المالية سابقاً.
وبيّن الوزير أن هذه الخطوات تمثل نقلة نوعية في العلاقات المالية الثنائية، وتفتح الباب أمام تدفق رؤوس أموال واستثمارات سعودية أوسع في السوق السورية، ولا سيما في قطاعات الإعمار والطاقة والخدمات.
وفي سياق متصل، أشار برنية إلى أن سوريا تتلقى حالياً دعماً فنياً من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لافتاً إلى أن بعثات فنية تعمل في دمشق لبحث آليات تنشيط الاقتصاد والإصلاح الإداري، في ظل الانفتاح الإقليمي والدولي المتزايد.
وأكد الوزير أن هذا التوجه يأتي ثمرةً للجهود السعودية والعربية الداعمة لسوريا، والتي أسهمت في إعادة تفعيل التعاون مع المؤسسات المالية الدولية بعد سنوات من الانقطاع.
