قالت صحيفة “ذا ناشيونال”، إن مساعي الرئيس الشرع لتعزيز سيطرة الحكومة المركزية تشهد تعثراً، في وقت تعزز قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مواقعها شرقي البلاد.
وأوضحت الصحيفة في تقرير، أن “قسد” توصلت قبل ستة أشهر إلى اتفاق مع دمشق بضغط أمريكي لإنهاء أكثر من عقد من الحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في الشرق الغني بالموارد، وجاء الاتفاق في حين كانت إدارة الرئيس دونالد ترمب تميل إلى مراعاة المصالح التركية في سوريا، ضمن مسار تقارب مع أنقرة قاده السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله، إن واشنطن “لم تكن تريد رؤية حكومة مركزية ضعيفة في سوريا الجديدة، على غرار ما حدث في العراق، لأنها لن تستطيع مواجهة داعـ..ش، وهذا تطلّب إنهاء الانقسامات الداخلية”.
لكن خطوات دمشق منذ اتفاق 10 آذار خصوصاً، “تدخل قوات الأمن بعد اندلاع مواجهات دامية في السويداء بين مقاتلين دروز وعشائر، قلبت الموازين نسبياً لصالح الأكراد في الأسابيع الأخيرة”.
وبيّنت الصحيفة أن التعثر في معالجة ما وصفته بـ “الملف الكردي” انعكس أيضاً على علاقات سوريا الخارجية، ولا سيما مع الولايات المتحدة التي بدت الشهر الماضي أقل تشدداً تجاه فكرة اللامركزية.
ورأى التقرير أن الحصول على تمويل لإعادة إعمار البلاد سيكون شبه مستحيل من دون دعم أمريكي، في وقت تبقي واشنطن نحو ألفي جندي في سوريا، معظمهم في مناطق الشرق الخاضعة لسيطرة “قسد” التي شُكّلت عام 2015 لمحاربة تنظيم “داعـ..ش”.
وبحسب مصدر كردي، فإن لقاءات رتبها باراك الشهر الماضي في دمشق بين مسؤولة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، إلهام أحمد، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، كشفت عن تصلب موقف دمشق.
وأضاف المصدر: “كان الشيباني يرفض مناقشة أي قضية باستثناء حل قسد، مع أن الاتفاق تضمن بنوداً أخرى مثل ضمان حقوق سكان الشرق”.
وصرح عضو مجلس الرئاسة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، مطلع الشهر الجاري، بأن حزبه لن يقبل بأي صيغة تُعيد سوريا إلى حكم مركزي كامل، ملوّحاً بالمطالبة بالاستقلال في حال رفضت الحكومة السورية اعتماد مبدأ اللامركزية.